- شدد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، سليم خلبوس، اليوم الخميس، على ضرورة تبني رؤية مختلفة تتيح تحويل تنقل الكفاءات التونسية من ظاهرة الى فرصة يمكن الانتفاع منها. وأبرز خلبوس في كلمة ألقاها خلال الدورة 27 للمنتدى السنوي لجمعية التونسيين خريجي المدارس الكبرى، المنعقدة بالعاصمة حول موضوع "تنقل الكفاءات الفرص والتحديات بالنسبة للتونسيين"، اهمية البقاء على تواصل مستمر بالكفاءات المهاجرة من اجل الاستفادة مما تقدمه من اضافات لتونس. واستعرض، بالمناسبة، الاستراتيجية الملائمة للاستفادة من تنقل التونسيين، والتي ترتكز على 3 محاور وهي الاستقطاب حسب الاختصاصات وسياسة التنقل والتشبيك الدولي، مضيفا ان مسألة تنقل الكفاءات، التي وصفها ب"المعقدة ومتعددة الأبعاد"،تستوجب الأخذ بعين الاعتبار كل الابعاد الاجتماعية والعلمية والاقتصادية لهذة الظاهرة. ويبلغ عدد الاطارات العليا التونسية المستقرة في الخارج 8200 اطارا منهم 10 بالمائة من النساء، حسب ما كشف عنه خلبوس مشيرا الى انهم يتوزعون الى 2300 أستاذ باحث ومثلهم مهندسون اضافة الى 1000 طبيب وصيدلي و450 تقني اعلامية. كما قدم حصيلة لحركية التونسيين في اطار التعاون الفني، مبينا ان 70 بالمائة من التونسيين يهاجرون نحو البلدان العربية. وأفاد ان تنقل الطلبة التونسيين تضاعف 3 مرات في ما بين سنتي 2015 و2017 ليمر من 640 الى 1780 طالبا سنويا، موضحا ان عدد المنح الجامعية المسندة للطلبة التونسيين طيلة سنوات الدراسة ارتفع الى 2330 منحة مقابل 1500 منحة لمدة قصيرة تتراوح بين 3 و6 اشهر. ومن جهته، تطرق سفير الاتحاد الاوروبي بتونس باتريس بارغاميني الى واقع تنقل الكفاءات عبر العالم مؤكدا ان هذه الحركية، التي اعتبرها توجها عالميا وظاهرة طبيعية، تسجل ارتفاعا بنسبة 50 بالمائة بين 2013 و2020 وأعرب المسؤول الاوروبي عن دعمه لمبدأ التنقل معتبرا ان "فتح الحدود يعني فتح العقليات"، حسب تعبيره، وداعيا الى وضع كفاءات البعض في خدمة حاجيات البعض الاخر. وتم خلال هذا اللقاء تقديم نتائج دراسة أعدتها جمعية التونسيين خريجي المدارس الكبرى سنة 2018 حول تنقل الكفاءات الى الخارج، وعلى عينة من 400 شخص، حيث اظهرت هذه الدراسة ان تنقل كفاءة من ثلاثة يعود الى ظروف معينة بالبلاد على غرار الفساد والبيروقراطية وغيرها من الاسباب الدافعة الى الهجرة. ويتضمن برنامج هذا المنتدى بالاساس جلسة عامة تتناول "سبل جعل تونس اكثر استقطابا للكفاءات"، الى جانب موائد مستديرة حول عدد من المواضيع ذات العلاقة أساسا بتنقل الكفاءات في مجال مهن الصحة والتعليم العالي والبحث العلمي. يشار الى ان جمعية التونسيين خريجي المدارس الكبرى، المحدثة سنة 1990 تنشط عبر ثلاثة فروع بكل من تونس وباريس ولندن من أجل النظر في المشاغل المشتركة لمنظوريها. ويستقبل منتدى الجمعية سنويا اكثر من 25 مؤسسة و2000 زائر نصفهم من الشباب المتخرجين حديثا والباحثين عن فرص عمل.