علمت «الشروق» ان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا قد ركّزت في الفترة الماضية خلية في ديوان الوزير السيد صادق شعبان مهمتها الاساسية استقطاب الباحثين والجامعيين في الجامعات والمخابر الكبرى في اوروبا والولايات المتحدةالامريكيةوكندا واليابان واستقدامهم الى المؤسسات الجامعية والكليات التونسية بهدف الاستفادة من تجاربهم والاخذ من زادهم العلمي الرفيع. وتأكد ل «الشروق» بحسب افادات من وزارة التعليم العالي مساعي الخلية قد أثمرت الى حد الان استقطاب اكثر من 120 استاذا زائرا وباحثا قد جاؤوا لتقديم دروس مكثّفة لمدّة 20 ساعة بالاضافة الى تأطير اطروحات الماجستير والدكتوراه كما ساهم هؤلاء الباحثون والجامعيون الذين يحظون بمنزلة دولية هامة في مساعدة الطلبة والباحثين التونسيين على القيام بتربصات داخل الجامعات والمخابر وخاصة في كندا واليابان والولايات المتحدةالامريكية وقد بلغ عدد هؤلاء حسب مصادر «الشروق» المئات ومن المنتظر ان يتضاعف عددهم في الاشهر القادمة بفضل ما أتاحته «مبادرة» الوزارة من فتح لابواب الاتصال والتواصل بين باحثين وطلبة الجامعة التونسية والكفاءات التونسية في الخارج سواء بصفة مباشرة او عبر الوسائل الاتصالية الحديثة التي تدعّمت بموقع الواب الذي وضعته الوزارة المعنية لغرض التعريف بالكفاءات التونسية وتقديم امكانيات البحث المتوفّرة ومجالات الدرس المفتوحة. وعلمت «الشروق» أن أهم الاختصاصات التي يتم فيها استقطاب الكفاءات التونسية بالخارج هي اختصاصات على غاية من الاهمية وهي تعدّ اليوم بمثابة المحور التعليمي الدولي، وهي تحديدا اختصاصات الاعلامية والهندسة والاتصالات والبيولوجيا والتكنولوجيات المتطورة والتي تحتاجها «السوق التونسية» بكثافة خلال السنوات القادمة بحكم المرحلة الانتقالية الهامة التي يمر بها اقتصادها وبحكم التحولات الاقليمية والمتوسطية الحاصلة هذه الأيام. وقد أفادت مصادر «الشروق» ان الباحثين الجامعيين الذين يتم استدعاؤهم يمنحون عدة امتيازات اهمها تذاكر السفر بالطائرة ذهابا وإيابا ومرتبات شهرية بحسب الرتبة التي يشتغل بها المعني في بلد المهجر. وقد ساهمت الاجواء الطيبة في اجراءات الاستقطاب في قضاء عدد كبير من الكفاءات التونسية المستقطبة لاجازتهم السنوية وعطلتهم الاكاديمية بتونس لتأطير بحوث الطلبة بصفة تطوعية وتسعى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجي الى العمل على مزيد استقطاب العدد الاكبر من الباحثين والجامعيين لكي يتم الاستفادة من خبرتهم على أفضل وجه خصوصا أمام تزايد عدد الطلبة في الجامعة التونسية الذي ينتظر ان يصل الى حوالي 500 ألف طالب سنة 2010 ومن المنتظر ان تسهم ندوة الباحثين الجامعيين في كندا والباحثين الجامعيين في فرنسا والتي ستنعقد بتونس خلال شهر جويلية القادم بمشاركة عدد من الجمعيات التأطيرية في مزيد اتاحة الفرصة امام تمتين عرى الصلة بين تونس وابنائها المنتشرين في جميع انحاء العالم من الكفاءات المقتدرة والتي تؤكد مصادر ديوان التونسيين بالخارج انهم اليوم في حدود 6 آلاف كفاءة في اختصاصات علمية متنوعة أهمها العلوم والهندسة والطب والاقتصاد والتصرف والتجارة وعلوم الفضاء والفيزياء والكيمياء ويتواجد الجزء الاكبر من الباحثين والجامعيين التونسيين في دول الاتحاد الأوروبي وكندا وأمريكا واليابان.