تونس 27 ماي 2010 (تحرير وات) - عززت تونس تموقعها على الصعيدين الدولي والإقليمي كوجهة للأنشطة المجددة والواعدة وذلك بفضل المؤشرات الايجابية التى حققها قطاع تكنولوجيات الاتصال خلال السنوات الاخيرة فى مستويات البنى الاتصالية والخدمات الرقمية والموارد البشرية. وقد كان لنجاح المقاربة الوطنية فى هذا المجال صدى جيدا لدى وكالات التصنيف الدولية التى صنفت تونس الاولى افريقيا و 39 عالميا من ضمن 133 دولة من قبل التقرير العالمي التاسع حول تكنولوجيات المعلومات بعنوان سنتي 2009-2010. ويقيم التقرير الذي يعده كل من المنتدى الاقتصادى العالمي والمعهد الاوروبي لادارة الاعمال، قدرة الدول على التحكم في تكنولوجيات الاتصال والمعلومات استنادا الى ثلاثة معايير اساسية تتعلق بالمناخ السياسي والاقتصادي الملائم لتطوير التكنولوجيات الحديثة ودرجة استعمال التكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصال ومستوى التطور التكنولوجي. وافرد التقرير التجربة التونسية بمحور منفرد استعرض فيه الخطط والبرامج الوطنية التى اعتمدتها تونس وحصلت بموجبها على المرتبة السادسة حسب مؤشر نجاح الدولة فى النهوض بالتكنولوجيات والمرتبة السابعة حسب موءشر الاهمية التى توليها سياسة الدولة للقطاع. وتقيم هذه المراتب الدليل على حرص الرئيس زين العابدين بن علي على انخراط تونس الفاعل فى مسار التجديد الشامل الذى تحتل فيه التكنولوجيات لحديثة للاتصال والمعلومات مكانة محورية وتستفيد من مزاياه مختلف الفئات الاجتماعية. وقد تمحورت الاستراتيجية الوطنية للنهوض بتكنولوجيات المعلومات والاتصال حول تطوير البنى التحتية ودعم الموارد البشرية والنهوض بالخدمات الرقمية وتطوير صناعة المحتوى ونشر الثقافة الرقمية ودعم مناخ الاستثمار والتجديد بما مكن من تنامى مساهمة القطاع باكثر من الثلث في النمو الاقتصادى للبلاد وتحقيق نسبة نمو تجاوزت 16 بالمائة سنة 2009 فضلا عن مساهمته في المجهود الوطنى للتشغيل بمعدل 6300 موطن شغل سنويا. علما وان القطاع يوفر اليوم حوالي 90 ألف موطن شغل. وتوفقت تونس فى هذا الاطار الى تحقيق تحسن مطرد فى مستوى النفاذ بالسعة العالية إلى الانترنات، حيث تم الترفيع في سعة الربط بالشبكة العنكبوتية العالمية لتصل إلى 5ر37 جيغابيت في الثانية حاليا مقابل 5ر27 جيغابيت في .2009 ووصل عدد مستعملي الانترنات إلى 6ر3 ملايين في مارس 2010 مقابل 5ر3 ملايين موفى سنة 2009 فيما ارتفعت نسبة العائلات المجهزة بحاسوب واحد على الأقل إلى 7ر15 بالمائة سنة . وقد ساهم برنامج الحاسوب العائلي فى تسريع نمو عدد الاسر المجهزة بالحاسوب بمعدل سنوي يفوق 26 بالمائة لاسيما بفضل تحسن القدرة الشرائية للعائلات التونسية. كما ارتفع عدد المشتركين بشبكة الانترنات ذات السعة العالية إلى 408 آلاف مشترك موفى مارس 2010 مقابل 368 ألف مشترك نهاية 2009 وبلغ عدد الاشتراكات بالانترنات ذات السعة العالية لكل 100 ساكن 7ر3 سنة 2009 /مقابل 2ر2 سنة 2008/ متجاوزا بذلك المعدلات المسجلة بعديد البلدان الافريقية والعربية. وتاتى الاجراءات التى اقرها المجلس الوزاري المنعقد يوم الاربعاء باشراف الرئيس زين العابدين بن علي فى اطار تفعيل مساهمة قطاع تكنولوجيات الاتصال في تجسيم محور البرنامج الرئاسي المتعلق بتطوير الاقتصاد الرقمي لتعطى دفعا قويا لهذا القطاع الاستراتيجي. وتهدف هذه الاجراءات الى مواصلة تخفيض تعريفات الانترنات ذات السعة العالية وتعميم ربط كافة الوزارات بشبكة الاتصالات ذات التدفق العالي جدا وتجهيز 50 منطقة اضافية من مناطق الخدمات والمناطق الصناعية والمركبات الجامعية والمراكز الاستشفائية بهذه الشبكة خلال سنة 2010 اضافة الى رفع سعة ربط البلاد بالشبكة العالمية للانترنات لتتجاوز 40 "جيغابيت" في الثانية مع موفى سنة 2010. وفى اطار تجسيم ما تضمنه المحور 19 من البرنامج الرئاسي بخصوص تحقيق نقلة نوعية فى نشاط المراكز العمومية للانترنات تقرر التخفيض بنسبة 50 بالمائة في معلوم ربط المراكز بشبكة التدفق ذات السعة العالية /اي دي اس ال/ الموظف من قبل اتصالات تونس ومزودي خدمات الانترنات بما يكفل من دفع نشاط هذه المراكز والمحافظة على مواطن الشغل المحدثة بها. وينتظر ان تمكن الدراسة التى ستنجز حول هذه المراكز خلال سنة 2010 من تطوير انشطتها وتمكينها من تقديم خدمات اضافية . وتواصلا مع حرص رئيس الدولة على انخراط الاسر فى مجتمع المعلومات وتوفير فرصة رقمية لكل اسرة تونسية/ اقر المجلس عديد الاجراءات التى ستتيح لمختلف المتدخلين من مشغلى الاتصالات ومزودى خدمات الانترنات وهياكل التمويل وغيرها توفير عروض متكاملة للعائلات باسعار تفاضلية لحواسيب مرتبطة /بي سي كونكتد/ . كما سيتم فى نفس الاطار تعزيز فرص النفاذ للانترنات بالفضاءات العمومية بالمدارس والمعاهد والكليات والمكتبات العمومية ودور الشباب بما يساهم فى نشر الثقافة الرقمية لدى الناشئة ومختلف رواد الفضاءات العمومية وتسعى تونس فى اطار استقطاب مزيد من الاستثمارات فى مجال تكنولوجيات المعلومات الى اقامة مناطق تكنولوجية من خلال مشروع توسعة قطب الغزالة بمنطقتى منوبة والنحلي واحداث مدينة التكنولوجيا بسوسة الى جانب تعزيز شبكة المراكز الجهوية للعمل عن بعد. وحرصا على الاستغلال الاجدى لهذه المشاريع والاستجابة لحاجيات المؤسسات الاقتصادية تقرر تمكين الاقطاب التكنولوجية من توفير مقاسم مهياة لفائدة المؤسسات ذات المحتوى التكنولوجي الرفيع لبناء وحداتها الانتاجية وفقا للمواصفات العالمية المعتمدة في المجال وطبقا لكراس شروط ياخذ في الاعتبار القدرة التشغيلية للمؤسسة المنتفعة. ومن شان هذا الاجراء ان يسهم فى خلق حركية كبرى بهذه الاقطاب واستحثاث نسق انتصاب المؤسسات المجددة فيها. وفي مجال تعزيز الموارد البشرية ودعم قدرات الكفاءات الوطنية اقر المجلس الوزاري احكام تنفيذ برنامج التكوين المشفوع بالحصول على شهادات المصادقة الذى انطلق يوم 24 ماى 2010 والذى سيمكن من بلوغ اكثر من عشرين الف متحصل على شهادة مع موفى سنة 2014 . ويفتح هذا التكوين افاقا كبيرة لتشغيل حاملي الشهائد العليا من المهندسين والتقنيين فى تونس وخارجها. وتحرص الدولة على ان يستفيد من هذا البرنامج خريجو شعب العلوم الصحيحة . وقد اقر لهذا الغرض تنفيذ برنامج للتكوين التكميلي في نطاق تدخلات الصندوق الوطني للتشغيل 21/21 لفائدة 2000 متحصل على شهادة عليا في العلوم الصحيحة قصد اكسابهم الكفاءة اللازمة في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصال واللغات بما يسمح لهم بمتابعة برنامج التكوين المقيس للكفاءات التقنية باعتماد شهادات المصادق. وسعيا الى تطوير صناعة المحتوى ستتمكن خمسون جمعية سنة 2010 من دورات تكوينية في مجال تقنيات الواب التشاركي ومن منحة بعشرة الاف دينار لانجاز موقع واب ولمزيد تدعيم انتاج المحتويات الرقمية والتشجيع على الابداع والتجديد فى هذا المجال الواعد تقرر الشروع في تسويق عناوين الانترنات في تسمية النطاق التونسي المعرب وتخفيض المعاليم الموظفة في تسمية النطاق /بوان تي ان/. واقر المجلس من ناحية اخرى انجاز قائمة اولية من المشاريع الهامة في اطار الخدمات الرقمية في عديد القطاعات كالتعليم العالي /البطاقة الالكترونية للطالب/ والتربية /الفضاء الالكتروني للتلميذ والولي/ والصحة /التطبيب عن بعد/ وفي مجال البحث والتطوير والتجديد التكنولوجي بالمؤسسات الناشطة بقطاع تكنولوجيات الاتصال تقرر المجلس وضع خطة عمل لتعزيز انخراط مشغلي شبكات الاتصالات والمؤسسات الناشطة في القطاع في برامج البحث والتجديد وتشخيص المشاريع وانجازها بالشراكة مع هياكل البحث المختصة والمؤسسات المجددة في اطار عقود برامج ايلافية. وينصهر هذا المجهود ضمن مقاربة لارساء اسس متينة لمجتمع المعلومات الذى يلقى سنده القوى فى الاهداف الطموحة ذات العلاقة ضمن البرنامج الرئاسي للمرحلة القادمة بما يكفل تعزيز حضور تونس فى المشهد الاتصالي والتكنولوجى العالمي .
