- تم أمس الجمعة بالعاصمة الفرنسية باريس تنظيم وقفة تضامنية مع ضحايا غرق قرقنة وعائلاتهم، وذلك بمبادرة من أكثر من 40 جمعية تونسية ومغاربية. ويشار إلى أن مركبا يقل مهاجرين غير نظاميين غرق، ليلة السبت 2 جوان الجاري، قبالة سواحل جزيرة قرقنة (ولاية صفاقس) مما أسفر عن مقتل 75 شخصاً، بحسب آخر حصيلة، وإنقاذ 68 آخرين . وحضر هذه الوقفة التضامنية، عدد من أقرباء الضحايا والمهاجرين الشباب، الذين وقفوا دقيقة صمت ترحما على أرواح الضحايا. ولم يخف فيصل السبوعي، شقيق الضحية رفيق السبوعي، غضبه، منددا بسياسة الدولة تجاه الشباب العاطل عن العمل. ويقول فيصل "إن الفقر والبطالة تدفع التونسيين لمغادرة البلاد والغرق في البحر"، ويضيف متأسفا "لقد بقي جميع إخوتي أصحاب الشهائد عاطلين عن العمل لسنوات". ودعا السبوعي، المستقر بفرنسا، الشباب لعدم المجازفة وعبور البحر الأبيض المتوسط ??بواسطة قوارب الهجرة، قائلا "الهجرة غير النظامية ليست حلاً ، وعلى الدولة حل المشاكل وحماية الشبان التونسيين من خطر الهجرة غير النظامية أو الانتحار". من جانبه، يقول وديع شنيبر، شقيق الضحية أنيس شنيبر "دفع اليأس أخي، البالغ من العمر 19 عامًا، وأربعة عشر شابًا آخرين من مدينة الحامة (قابس)، للذهاب في اتجاه هذا الخيار المحفوف بالمخاطر ". أما الناشط في مجال قضايا الهجرة، عبد الله زنيبر، فقال "إنها لحظة ألم .. نحن نعيش لحظة خطيرة للغاية في تاريخ الهجرة، والبحر المتوسط الذي كان دائمًا مجالا تبادل الثقافات والحضارات، يتحول في القرن الواحد والعشرين إلى مقبرة مائية كبيرة". من جهته، عبر مراد علال، الناشط باللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس، عن تضامنه مع أسر الضحايا، منددا ب"السياسات الوطنية والدولية التي تدفع الشباب إلى الهلاك في قوارب الموت ".