- ( وات/ أحلام الجبري)- الطب التقليدي الصيني ، أو الطب البديل شهد خلال العقدين الماضيين انتشارا ملحوظا وإقبالا كبيرا في مختلف القارات، حيث ينشط اكثر من الفي مركز لادارة بحوث الطب الصيني التقليدي في أكثر من 60 دولة، ويبلغ عدد المتخصصين في هذا المجال قرابة 300 ألف شخص حول العالم. وساهمت العديد من الأدوية الصينية في انقاذ ملايين الاشخاص، على غرار عقار "ارتيميسينيس" الذي استفاد منه ، وفق منظمة الصحة العالمية، قرابة 240 مليون شخص من مرضى الملاريا، وهو اكتشاف حصلت صاحبته العالمة الصينية تو يويو على جائزة نوبل للطب سنة 2015، لتفتح بذلك نافذة أوسع للطب التقليدي الصيني على العالم. وتحتضن تونس، على سبيل المثال، مركز العلاج الطبي الصيني التقليدي الوحيد في افريقيا الذي يقدم خدمات التشخيص والعلاج السريري في هذا الاختصاص إلى جانب تكوين الأطباء المحليين في مجال العلاج بالوخز بالابر، وقد تم تأسيس هذا المركز بمستشفى المنجي سليم بتونس العاصمة سنة 1994، وتلقى اكثر من 160 طبيبا تونسيا تدريبا وتكوينا في اختصاص أصبح يلقى رواجا كبيرا . ويعتبر هذا الاختصاص من بين أوجه التعاون المتعددة بين الصين وافريقا في المجال الصحي، إلى جانب إرسال الصين للفرق الطبية و مساهمتها في السيطرة على انتشار بعض الامراض والفيروسات خاصة في منطقة افريقيا جنوب الصحراء، وفق ما بينه المدير العام لقسم التعاون الدولي باللجنة الوطنية للصحة في جمهورية الصين الشعبية فينغ يونغ، خلال لقاء مع صحفيين يمثلون 28 دولة افريقية. و خلال 55 سنة ، عمل أكثر من 20 ألف اطار طبي صيني في افريقيا لتوفير خدمات طبية لاكثر من 210 مليون مريض، ويوجد إلى حدود جانفي 2018 قرابة الف اطار طبي صيني في 44 دولة. وقد وقعت الصين خلال سنوات على اتفاقيات تعاون مع مستشفيات في 15 دولة افريقية، وشاركت في مشاريع بناء أو تجديد 27 مستشفى على أراضي القارة ، وتقوم حاليا بتنفيذ أو دراسة عدد من المشاريع لبناء مستشفيات افريقية صينية. كما قدمت مساعدات مالية لعدد من الدول الافريقية للسيطرة على بعض الامراض المنتشرة على غرار المساعدات التي قدمتها في مواجهة تفشي فيروس ايبولا في عدد من الدول الافريقية حيث قدمت الحكومة الصينية 2 مليون دولار نقدا وارسلت خبراء الى عديد الدول الافريقية ودربت قرابة 100 اطار طبي افريقي. وفي مجال الرعاية الصحية في المستشفيات العمومية قامت الحكومة الصينية بتدريب الف اطار طبي افريقي في مجال الصحة العمومية والتوقي من الامراض المعدية خلال سنة 2017. وتعمل الصين منذ قمة منتدى التعاون الصيني الافريقي سنة 2015 بجوهانسبورغ بجنوب فريقيا على دفع التعاون على "طريق الحرير الصحي" ، وسيتم خلال السنة الحالية تنظيم اجتماع رفيع المستوى حول موضوع "تعميق التعاون الصيني الافريقي في المجال الصحي ، والبناء المشترك لطريق الحرير الصحي" من 17 الى 20 اوت 2018 بالعاصمة الصينيةبكين بمشاركة مسؤولين رفيعي المستوى من وزارات الصحة في البلدان الافريقية ومن الصين وممثلين عن المنظمات الدولية في المجال.
