سامي بن عبده رغم المنافسة و تعدد الاذاعات العمومية و الخاصة استطاع راديو ifm ان يكسب جمهورا هاما من المستمعين بفضل نوعية البرامج الناجحة التي يقدمها و استقدامه لاعلاميين و كرونيكوات متميزين لهم مصداقية و تحاليل جادة و عقلانية قريبة من الواقع و لا تخدم اجندات مشبوهة . يشكل برنامج raf mag الذي يقدمه الاعلامي المتميز رفيق بوشناق من انجح البرامج الاذاعية التي تحقق نسبة متابعة محترمة بفضل الفريق المصاحب له و الذي يتناول مواضيع الساعة السياسية و الاقتصادية و الرياضية و الثقافية و ما تتداوله مختلف وسائل الاعلام و شبكة التواصل الاجتماعي ، و هنا يبرز دور المنشط المحترف الذي يكون مهنيا و محايدا بالمعنى الايجابي، كما تبدو تعليقات الكرونيكور فتحي المولدي و زميلته سنية الدهماني واقعية و تستجيب للواقع الاجتماعي و لا تنخرط وراء اجندات متطرفة او خدمة اطراف سياسية محلية او خارجية خاصة مع وجود ابواق اخرى في بعض الاذاعات الخاصة اصبحت مكشوفة للراي العام . طبعا الى جانب حضور روح الدعابة مع الحاج المنصف بن سعيد و حنان الشقراني و زياد المكي و الناصر البدوي و السندريلا اميمة العياري . و يشكل برنامج جعفر القاسمي لمسة اجتماعية متطورة و ارتقاء بالعمل الانساني حيث استطاع خلال شهر رمضان فقط جمع أكثر من 400 الف دينار لمساعدة الحالات الاجتماعية العاجلة بفضل المصداقية التي كسبها لدى المتابعين ، وهو رقم هام لم يحظى بتغطية اعلامية كبيرة ،، كما يعتبر برنامج "راسين كاري" للاعلامي حسن الهمالي من البرامج الناجحة و يضم الاستاذ أنس بن مالك و فاطمة الكراي وعبد الستار عمامو... اما ما يقدمه حاتم بلحاج سواء في ميديا ماغ او الحاج كلوف فهو اضافة نوعية و خاصة تعليقاته الجريئة و نقده الموضوعي لما تتناوله الصحف و ما تشهده الساحة السياسية و النقابية... و لعل مواقف حاتم بلحاج سواء حول التجاذبات التي حدثت ابان التمديد لهيئة الحقيقة و الكرامة و كشفه عن اسرار الهجمة الشرسة التي تعرضت لها او دفاعه عن ضرورة التعددية النقابية فيما يتعلق باضراب الاساتذة الجامعيين و كيف استطاع اتحاد الاساتذة الجامعيين الباحثين "اجابة " المستقل الوصول الى اتفاق مع وزارة التعليم العالي لتجنب سنة بيضاء و عجز الهيكل النقابي التابع للاتحاد العام التونسي للشغل عن حلحلة الازمة . هذه البرامج و غيرها حققت نجاحا كبيرا لراديو ifm و لم نر فيها مثل بعض الاذاعات ضربا لقيم الهوية الثقافية للشعب التونسي . في الختام ، نرجو ان تواصل هذه الاذاعة الفتية رحلة التألق و الابداع لأننا نحتاج الى اعلام مهني و مسؤول للارتقاء بالوعي و لتكون جديرة بلقب السلطة الرابعة .