- حقق المنتخب التونسي لكرة القدم فوزا معنويا هاما على حساب نظيره من بنما بنتيجة (1/2) في مباراة اقيمت مساء اليوم الخميس بملعب "موردوفيا ارينا" بمدينة "سرنسك" لحساب الجولة الثالثة الاخيرة من منافسات المجموعة السابعة ضمن مونديال روسيا 2018 . وانهى الفريق التونسي مشاركته بالمونديال في المركز الثالث برصيد 3 نقاط خلف بلجيكا (المتصدرة بمجموع 9 نقاط) وانقلترا (الثانية ب 6 نقاط) وامام بنما التي حلت في المركز الرابع الاخير من دون رصيد. وكان منتخبا بلجيكا وانقلترا ضمنا الصعود للدور الثاني منذ الجولة الماضية بينما يعتبر لقاء بنماوتونس بمثابة تحصيل حاصل باعتبار انهما ودعا المونديال منذ الجولة الثانية اثر هزيمتين متتاليتين. وبانتصاره اليوم امام بنما كسر الفريق التونسي سلسلة سلبية من 13ِ مقابلة متتالية دون انتصار بكاس العالم منذ انجاز ملحمة الارجنتين 1978 عندما تمكن انذاك زملاء حمادي العقربي من الاطاحة بمنتخب المكسيك 3-1 في باكورة المشاركات التونسية في المونديال. كما يعتبر الفوز اليوم مهما في سياق ترميم المعنويات وتضميد الجراح خاصة على اثر خماسية بلجيكا في الجولة الثانية وبذلك تكون المشاركة في المونديال الحالي قد ساهم على اقل تقدير في وضع حد لمسلسل اخفاقات كرة القدم التونسية في مختلف دورات المونديال المتواصلة منذ اربعة عقود ب9 هزائم و4 تعادلات متتالية. اداء نسور قرطاج لم يرتق الى مستوى التطلعات في المونديال الروسي الحالي بعد اداء باهت امام انقلترا في الجولة الاولى وخسارة منطقية 1-2 و وجه شاحب امام بلجيكا وسقوط مدو 2-5 في الجولة الثانية من الدور الاول . المنتخب التونسي عانى كذلك من لعنة الاصابات قبل انطلاق المونديال فخسر جهود يوسف المساكني وطه ياسين الخنيسي ثم خلال الدور الاول للمنافسات (الحارسان معز بن حسن وفاروق بن مصطفى وديلان برون وصيام بن يوسف) وهو ما اثر كثيرا على التوازن العام للفريق وادائه الجماعي. امام بنما مساء اليوم الخميس في ملعب "موردوفيا ارينا" لحساب الجولة الاخيرة من الدور الاول للمونديال الروسي ومتحررا من كل الضغوطات تحسن اداء الفريق الوطني بشكل ملحوظ خاصة في الشوط الثاني .. علما وان منتخب نسور قرطاج دخل اللقاء بتشكيلة اساسية ضمت خمسة لاعبين جدد بالمقارنة مع لقاء بلجيكا (الحارس ايمن البلبولي ورامي البدوي وحمدي النقاز وغيلان الشعلالي ونعيم السليتي) ورغم تحسن المردود الهجومي في مباراة اليوم فقد تواصلت الهشاشة الدفاعية التونسية اذ قبلت شباك الفريق هدفا اخر ما يجعل خط دفاع المنتخب التونسي من بين اضعف الخطوط الدفاعية في الدور الاول لمونديال روسيا (8 اهداف) وبعد اربعة عقود كاملة جدد المنتخب الوطني العهد اليوم مع منافس ينحدر من منطقة الكونكاكاف (امريكا الشمالية والوسطى والكارايبي) يحدوه الامل في تكرار سيناريو مباراة المكسيك للخروج بفوز معنوي لحفظ ماء الوجه وقد كان له ذلك اخيرا .. بفضل مجهودات كبيرة واداء جيد خاصة في الشوط الثاني. وبالرغم من النفس الهجومي الذي بدا به المنتخب اللقاء فقد وجد صعوبة في كسب معركة وسط الميدان والوصول الى المناطق الخلفية للفريق البنمي. ومن فرصة اولى وجه نعيم السليتي كرة مقصية نحو المرمى فمرت جانبية د8 وسدد رامي البدوي في مناسبتين د20 لكن الحارس البنمي تصدى ببراعة. وفي د38 كاد فخر الدين بن يوسف بضربة راسية قوية ان يغالط الحارس البنمي خايمي بينيدو لكن كرته مرت عالية. لكن هدف السبق كان لصالح بنما التي وان قلت فرصها فقد كانت الاخطر والاكثر جراة. وقد سدد خوزي لويس رودريغيز كرة قوية زاحفة اصطدمت بالمدافع ياسين مرياح وغالطت الحارس البلبولي د51 لينتهي الشوط الاول بتقدم بنما امام تونس 0/1 الشوط الثاني سجل دخول انيس البدري منذ د46 مكان الفرجاني ساسي ما اعطى الفريق توجها هجوميا ملحوظا في ظل الرغبة الجامحة من جانب اللاعبين في تعديل النتيجة. وقد تحقق ذلك عن طريق فخر الدين بن يوسف الذي تلقى كرة بينية من وهبي الخزري وسدد امام شباك خالية معلنا عن التعديل في د51 وكان نفس اللاعب قادرا على اضافة الهدف الثاني في د53 لكنه لم يتوفق في تجسيم فرصة سانحة امام المرمى. وحاول منتخب بنما الذي يسجل حضوره في العرس العالمي لاول مرة في تاريخه تهديد مرمى البلبولي الذي تصدى ببسالة في مناسبتين لكرة خطيرة في د63 وجسم الفريق الوطني عودته القوية في المباراة ورغبته في تحقيق انتصار معنوي هام عندما حسم وهبي الخزري الامر وسجل الهدف الثاني في د66 على اثر توزيعة متقنة من المدافع اسامة الحدادي. لينتهي اللقاء بفوز تونس على بنما 1/2 وقد ادار المقابلة بين تونسوبنما الحكم البحريني نواف شكر الله المنتخب التونسي / أيمن المثلوثي - رامي البدوي - أسامة الحدادي - حمدي النقاز - ياسين مرياح - غيلان الشعلالي - الفرجاني ساسي عوضه انيس البدري د46/ - إلياس السخيري - نعيم السليتي عوضه احمد خليل د73 - فخر الدين بن يوسف - وهبي الخزري عوضه بسام الصرارفي د88 منتخب بنما / خايمي بينيدو / لويس اوفالي / رومان توريس عوضه تيجادا د56 / فيدال ايسكوبار /ادولفو ماتشادو /هنيبال غودوي /ادغار بارسيناس /غابريال توريس عوضه هارولد كامينغر د46 /غابريال غوميز /ريكاردو افيلا عوضه اورية د81 / جوزي لوي رودريغيز. التصريحات (من مبعوث وات امين عطية): نبيل معلول (مدرب المنتخب التونسي): لقد كنا اليوم افضل من المنافس فنيا وتكتيكيا وتمكنا من فرض سيطرتنا على المباراة وخلق العديد من الفرص السانحة للتسجيل وكان بامكاننا الفوز بنتيجة اعرض من (2-1). اعتقد ان مشاركتنا في مونديال روسيا كانت مشرفة حيث حققنا اول فوز منذ 40 سنة وسجلنا اكبر عدد من الاهداف في تاريخ المشاركات التونسية (5 اهداف). مقابلتنا الاولى في النهائيات كانت طيبة اذ لعبنا بكل ندية مع المنتخب الانقليزي وتنظيمنا التكتيكي كان موفقا الى غاية اللحظات الاخيرة من المباراة. في اللقاء الثاني اعاتب نفسي بالمجازفة بلعب الهجوم امام منافس يضم في صفوفه لاعبين سريعين على غرار هازار ودي بروين ولوكاكو وهي عملية شبه انتحارية. اما المقابلة الاخيرة فقد نجحنا فيها في تحقيق الفوز على منتخب بنما وهو الفوز الثاني لتونس في خامس مشاركة في نهائيات كاس العالم. لم تحدث اي مفاجاة في المجموعة السابعة وكان الترتيب النهائي متطابقا مع التوقعات الصادرة منذ اجراء القرعة. لقد اتضح خلال هذا المونديال ان المنتخبات العربية مازالت بعيدة عن المستوى العالي وهي مطالبة حسب رايي بفسح المجال امام لاعبيها للاحتراف. فخر الدين بن يوسف (رجل المباراة): لم يكن امامنا خيار سوى الفوز في لقاء اليوم من اجل محو اثار هزيمتي انقلترا وبلجيكا. المباراة لم تكن سهلة ولا سيما من الناحية الذهنية امام منافس كان بدوره متحفزا من اجل تسجيل فوزه الاول في اول مشاركة له في نهائيات كاس العالم. نستحق الفوز اليوم ومشاركتنا في المونديال تعد طيبة في العموم. لقد حققنا اول فوز منذ 40 سنة كاملة. الهدف الذي سجلته اليوم ثمين في مسيرتي الرياضية واهديه لكل من ساهم في تكويني وصقل مواهبي. وهبي الخزري (لاعب المنتخب التونسي): كنا الطرف الافضل والاكثر استحواذا على الكرة وفوزنا مستحق. وجدنا صعوبات كبيرة لتخطي الدفاع المتكتل لمنتخب بنما واصرار اللاعبين على الفوز هو الذي احدث الفارق ورجح الكفة لصالحنا لنغادر المونديال بفوز نهديه لجماهيرنا بعد الهزيمتين الاوليين. الان يجب تقييم هذه المشاركة لكن الشيء الثابت ان لدينا مجموعة شابة وتتمتع بامكانيات طيبة هي مطالبة بمزيد العمل من اجل مزيد الارتقاء بمستواها فرديا وجماعيا. في الختام اعتقد ان المنطق فرض نفسه في المجموعة السابعة بتاهل بلجيكا وانقلترا. غيلان الشعلالي (لاعب المنتخب التونسي): انا سعيد بخوض اول مباراة لي في نهائيات كاس العالم والتي تزامنت بفوز هو الثاني في تاريخ المشاركات التونسية. على عكس ما يعتقده البعض فان المنافس لم يكن سهلا بل اقلقنا كثيرا بطريق انتشاره على الميدان. رغم تخلفنا في النتيجة فاننا حافظنا على تركيزنا. اصرارنا على الفوز كان كبيرا من اجل المصالحة مع جماهيرنا بعد هزيمتي انقلترا وبلجيكا. عموما كانت مشاركتنا طيبة ولو ان طموحنا كان يتمثل في بلوغ الدور الثاني. هيرنان غوماز (مدرب منتخب بنما): لقد كانت مباراتنا اليوم الاكثر توازنا ضمن الدور الاول وسعينا منذ البداية على غلق المنافذ امام المنتخب التونسي ولعب الهجمات المرتدة. كنا نعلم جيدا ان المنتخب التونسي يلعب كثيرا على الرواقين لذلك فاننا عملنا على الحد من خطورته. لم نكن اسوا فريق في هذا المونديال بل كنا الفريق الاحدث عهدا والهدف من مشاركتنا كان اكتساب الخبرة. لقد واجهنا منتخبات قوية وخاصة بلجيكا وانقلترا . نحن مطالبون بمواصلة العمل من اجل الارتقاء بمستوانا. وصلتني عروض لتدريب منتخبات اخرى الا انني في حاجة الى الراحة قبل تحديد اختياري.
