مرتجى محجوب* لن اضيف شيئا ,اذا قلت ان تونس كانت و لا تزال محكومة بنسبة كبيرة من طرف جهات خارجية لا يمكن ابدا ان نلومها على صنيعها مادام العيب فينا و منا . كما لن اضيف شيئا لما يعلمه و يقر به جل السياسيين في تونس, من سعي محموم و تسابق ملفت للبعض لزيارة و نيل رضا السفارات و دوائر القرار الخارجية بكل صفاقة و تبجح و قلة حياء . و علاوة على ذلك ,فلا يتحرج هؤلاء من تنظير و تبرير افعالهم و رضوخهم بشتى انواع المقولات من قبيل , "تونس صغيرة و ضعيفة و فقيرة و لو كان تصحح راسها مع الخارج توة يمحقونا " "الي يحكيو عالسيادة على الثروات الوطنية متنطعون و متهورون و حالمون لا يدركون خطورة مطالبهم فالشركات الاجنبية هي عبارة على غول ينجم ياكلك في كل لحظة " و "الي ما يدري يقول سبول" ... و غير ذلك من التعلات الواهية و التعيسة و الانهزامية . اني لا اعتبر قوة الدول و مناعتها متاتية فقط ,من ترسانتها العسكرية او اقتصادها الضخم او ثرواتها الطبيعية الهائلة ,بل اساسا و قبل كل شيء ,من ديموقراطية نظامها السياسي ,الذي و لو تدريجيا يسمح للمواطن بالمشاركة في القرار السياسي الوطني و بالتعبير عن مطالبه و احتياجاته و احتجاجاته و منها المتعلق باحقيته و سيادته في التصرف في مواره الطبيعية بكل نزاهة و شفافية على سبيل المثال ,و من حقه في ذلك ان يمارس شتى انواع الضغوط السلمية و القانونية ,دون خشية من اساليب الترغيب او الترهيب التي ينتهجها الخارج مباشرة او عن طريق وكلائه في الداخل . قلت هذا لاذكر عموم التونسيات و التونسيين الشرفاء ,ان من واجبنا جميعا, ان ندافع قدر المستطاع عن عزة بلادنا و سيادتها و استقلالية قرارها الوطني و ان نكسر حاجز الخوف و مركب النقص تجاه الخارج ,الذي و ان ابتز سابقا حكاما غير مسنودين شعبيا و لا ديموقراطيين همهم البقاء في الكرسي باي ثمن ,فانه سيتعب في المستقبل, في ابتزاز حكام منتخبين و ان تواطؤوا معهم ,بما انهم مراقبين و تحت ضغط معارضين و اعلاميين و مواطنات و مواطنين عاديين ,ادعوهم مرة اخرى للقطع مع عقلية "اخطى راسي و اضرب" و ان يكونوا فاعلين و ايجابيين قدر الاستطاعة و كل قدير و قدرو و لو بالقلب . لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كاس الحنظل .عنترة ابن شداد في البداية يتجاهلونك ثم يسخرون منك ثم يحاربونك ثم تنتصر. المهاتما غاندي و شعب تونس الابي ينحني ربما احيانا و لكنه لا ينكسر . ناشط سياسي مستقل (*)