مرتجى محجوب لا يشمل الامر الدروس الخصوصية المقدمة صلب المدارس او الاعداديات او المعاهد الثانوية المرخصة من طرف وزارة التربية و التي تبقى تكلفتها مقبولة و مقدور عليها مقارنة بما وصلت اليه تعريفات الدروس الخصوصية في المنازل الخاصة و احيانا القاراجات الفاقدة لادنى معايير الصحة و السلامة و الشروط الدنيا لعملية تواصلية و تعليمية و بيداغوجية ناجحة بين المربي و التلميذ . في مستهل كل سنة دراسية, يطل علينا وزير التربية ليذكر و يحذر من تسول له نفسه مخالفة القوانين و التراتيب الجاري بها العمل صلب وزارته في علاقة بالمنع الباتّ لاعطاء و تقديم الدروس الخصوصية من طرف الاساتذة العموميين خارج الفضاءات التعليمية المرخصة و المخولة لذلك , و لكن للاسف الشديد ,في كل مرة تبقى المسالة مجرد حبر على ورق في وقت يواصل فيه المتحيلون و المارقون و الخارجون عن القانون استنزافهم للاسر التونسية التي تعاني من تدني ملحوظ و خطير للمقدرة الشرائية نتيجة التضخم المالي, قد دفع اخيرا بالاتحاد العام التونسي للشغل الى التلويح بالاضراب العام من اجل تدارك الوضع . نعم ,لا يختلف الاستاذ الذي يقدم الدروس الخصوصية خارج الاطر القانونية عن المتهرب من الجباية او المهرب او اللص و ان كان يقدم العلم و المعرفة ! و هو ممن ساهم في ضرب رمزية و صورة المربي لدى الراي العام و جعله مثل التاجر الذي يبحث عن الربح المادي قبل كل شيء , و يا ليت الامر مقتصرا على السنوات النهائية للتعليم الثانوي بل تعداه ليشمل السنوات الاولى للتعليم الابتدائي و حتى قبل ذلك اي سنوات التحضيري . من ناحية اخرى ,اعبر عن دهشتي و استغرابي من الموقف السلبي لنقابة التعليم الثانوي ازاء الخروقات القانونية المسجلة من طرف منخرطيهم و كذلك سلبية تعاطي هياكل المراقبة الجبائية ازاء مظاهر الثراء الفاحش البارزة و الواضحة للعيان لبعض الاساتذة الذين وصلت تعريفة احدهم ل500 د للتلميذ الواحد نعم 500 د و دون مبالغة . اشير في الاخير ,ان مداخيل الدروس الخصوصية خارج الاطر القانونية هي في رائي و كما نقول بالعامية "حرام زقوم" , استنادا لكون "كل من يخالف القانون هو بالضرورة مخالف للشرع " و ذلك موضوع اخر ليس المجال للتعمق فيه . فهل تضرب وزارة التربية هاته المرة بكل قوة و صرامة على ايدي تجار التعليم و تفعل قرارات العزل من الوظيفة العمومية ان لزم الامر ام تواصل اطلاق الشعارات الرنانة من دون تطبيق و لا تفعيل ! في انتظار ذلك تتواصل معاناة الاولياء و الوالدين .
