- شككت النائبة بمجلس نواب الشعب، سامية عبو (التيار الديمقراطي)، في صحة المؤشرات المتعلقة بالعجز التجاري خلال جلسة مساءلة لوزير التجارة، عمر الباهي، الجمعة. واكدت ان العجز يفوق الارقام المصرح بها. وهاجمت سامية عبّو وزير التجارة عمر الباهي وخاطبته قائلة "أنت ارتديت اليوم قبعة وزير تابع الاتحاد الأوروبي وليس تونس فأنت تدافع عن مصالح الاتحاد الأوروبي". وخاطبته مستهجنة "أنت اليوم تتحدّث عن انجازات الحكومة وتتحدّث عالسياحة؟؟ السياحة موش موضوعك، أنت موش قايم بخدمتك وتجاوب فيا عالسياحة؟". واستنكرت عبو اجابة الوزير عن السؤال الذي توجّهت به إليه بخصوص انعكاسات اتفاقية الشراكة في القطاع الصناعي بين تونس والاتحاد الأوروبي مشيرة إلى أن تونس مدمّرة صناعيا وأصبحت تعاني من تصحّر في الصناعة. وتابعت موجهة الكلام إليه "سيد الباهي تتباهي بالتصدير في التمور وزيت الزيتون والقوارص؟ تتباهى بحاجة موش متاعك تتباهى بالشتاء الى عطاهلنا رب؟؟ وينو مجهودكم؟ الي يتباهي يتباهي بالمجهود متاعو ، تو هذه بلاد تحترم روحو ؟؟؟". وأضافت مهاجمة عمر الباهي "وينو مجهود الوزارة؟ سيادتك ما تعمل في حتى مجهود، معيشنا في كذبة كبيرة بأرقام مدلسة ومزيفة وتلقى في مبررات بش تغطي على اتفاقية فاشلة". وواصلت في نفس السياق قائلة "ماشيين للهاوية وانت تقلي عنا وعنا، برّا اقرا التقارير الرسمية متاع البنك المركزي والبنك المركزي، كفانا مغالطات". وجدّدت سامية عبو اتهامتها للوزير وللحكومة بأكملها قائلة "أنت لست وزير تونس أنت وزير الاتحاد الأوروبي، وللأسف تخلص من فلوس التوانسة". وختمت مداخلتها قائلة "ارحلوا حكومة كاملة فأنتم لستم بصدد خدمة تونس بل أنتم في خدمة الخارج وبعد تدمير الصناعة تسعون لتدمير الفلاحة باتفاقية الأليكا ومعركتنا معكم اليوم هي معركة استقلالية وكرامة". وطالبت النائبة، سامية عبو، بالدخول في مفاوضات جدية مع الإتحاد الأوروبي لمراجعة إتفاقية الشراكة التي تربطها بتونس منذ سنة 1995 وايقاف العمل بها لخمس أو عشر سنوات حتى تستعيد المؤسسات والشركات التونسية الناشطة في شتى المجالات انتعاشها. وانتقدت النائبة هذه الاتفاقية مشيرة الى تداعياتها السلبية على الإقتصاد الوطني واسهامها في اندثار عدد من المؤسسات الوطنية. ووصفت عبو هذا التأثير "بالتصحر الصناعي" مطالبة الدولة بضرورة القيام بإصلاح هيكلي للنشاط الصناعي في تونس. وفسر وزير التجارة أن احتساب العجز التجاري، الذي يقوم به المعهد الوطني للإحصاء، يستند الى معطيات يوفرها جهاز الديوانة التونسية. وأوضح في رده، بخصوص التوريد العشوائي، الذي يعادل مابين مرتين ونصف وثلاث مرات التصدير (حسب تقدير النائبة)، أن من أهم أسباب تفاقم العجز التجاري يتعلق بالميزان الطاقي. وبين عمر الباهي أن أكثر من 75 بالمائة من العجز يعود إلى تراجع إنتاج الطاقة في تونس، إذ انخفضت عائدات الفسفاط على سبيل المثال، بأكثر من 1700 مليون دولار مقارنة بسنة 2007. وأوضح، الباهي، أن المواد الغذائية لا تساهم سوى ب2 بالمائة في عجز الميزان التجاري كما لا تتعدى مساهمة المواد الاستهلاكية في تعميق الهوة بين الواردات والصادرات بنسبة 3 بالمائة. وبين تقلص قيمة الواردات بنسبة 1،2 بالمائة (دون احتساب الطاقة) خلال التسعة أشهر الأولى من 2018، تبعا لعدة إجراءات تم اتخاذها من بينها التخفيض بنسبة 30 بالمائة في عدد السيارات الموردة إلى جانب التقليص في توريد الملابس المستعملة. وعقبت عبو على رد الوزير مطالبة إياه وبقية أعضاء الحكومة بالرحيل. وتوترت الأجواء خلال هذه الجلسة الشيئ، الذي جعل رئيس الجلسة عبد الفتاح مورو يقاطع الجلسة لبعض الدقائق خاصة بعد مشاداة كلامية وقعت بينه وبين النائب عن الجبهة الشعبية أيمن العلوي.