تجمع المئات من التونسيين اليوم، الثلاثاء، في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة التونسية للتعبير عن رفضهم لزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى تونس. ورفع المتظاهرون صورا لمحمد بن سلمان عليها دوائر حمراء، وشعارات كتب عليها "لا أهلا ولا سهلا ببن سلمان"، وشعارات أخرى تطالب بوقف حرب قوات التحالف العربي في اليمن، والتي تقودها السعودية. وجاب المتظاهرون شارع الحبيب بورقيبة، قبل أن ينظموا وقفة قبالة مقر المسرح البلدي. وقالت خالدة، وهي إحدى المشاركات، أنا "كتونسية أرفض أن يدنس ولي العهد السعودي المسؤول عن مقتل خاشقجي وسلسلة جرائم في اليمن أرض تونس". وأضافت "أشعر بالعار كون الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي وجه دعوة باسم التونسيين لبن سلمان لزيارة تونس، هذه الدعوة لا تمثلني". وشارك في المظاهرة الاحتجاجية مصريون وموريتانيون وجزائريون يقيمون في تونس، ورفعوا أعلام بلادهم ، تعبيرا عن مساندة الموقف الشعبي للتونسيين الرافضين للزيارة. واستقدم متظاهرون منشار وكيش بلاسيتيكي، في اشارة الى الوسائل والأغراض التي استعملها الفريق الاغتيال السعودي في قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية الرياض بأنقرة التركية في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وقال عضو اتحاد الشغل التونسي ورئيس نقابة التعليم لسعد اليعقوبي الذي شارك في المظاهرة، لوكالة "سبوتنيك"، إن هذا الحراك الشعبي يعد تعبيرا من الشعب التونسي الذي حقق بثورته قيم الحرية، عن رفض التواطؤ السياسي مع الرياض، ورفض زيارة ولي العهد الى تونس". وذكر اليعقوبي أن "التونسيون يرفضون محاولة أي طرف استغلال الظروف الاقتصادية والاجتماعية لتونس، تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها، هذا ما يجب أن يكون واضحا للجميع". كانت 16 منظمة تونسية، أبرزها نقابة الصحافيين الوطنيين، أعلنت، في بيان مشترك، عن رفض زيارة ولي عهد السعودية. واعتبرت المنظمات أن الزيارة "تهدف إلى فك عزلة ولي عهد السعودية على خلفية ضلوعه في الجريمة البشعة التي ذهب ضحيتها الصحافي جمال خاشقجي في مبنى القنصلية السعودية بإسطنبول في الثاني من [تشرين الأول] أكتوبر الماضي". وعبرت المنظمات عن استغرابها من الزيارة "وما تضمره من دلالات تشير إلى استهتار كامل بمبادئ حقوق الإنسان واستخفاف مشين بالمسار الديمقراطي الذي تعيشه تونس منذ لجوء رئيسها الأسبق زين العابدين بن علي إلى المملكة العربية السعودية وخلعه في 2011". بحسب البيان. واعتبر البيان أن هذه الزيارة "مسيئة لسمعة تونس كمحاولة من الماسكين بزمام الحكم في المملكة السعودية لتلميع صورتهم واحتواء تبعات جريمة قتل جمال خاشقجي، لا سيما بعد الكشف عن ملابساتها التي بلغت في وحشيتها سقفا غير مسبوق"، مشيرا إلى أنها "تعد حلقة في مسلسل سعودي طويل يعج بالاعتداءات الفظيعة على حقوق الإنسان وممارسات القمع المتكاثرة، وخاصة محاصرة الرأي المخالف والتشريع لذلك عبر قوانين جائرة وضاربة عرض الحائط بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان، ومن ثم تنفيذها عبر جهاز قضائي لا يضمن أبسط مقومات المحاكمة العادلة. وأضاف البيان أن " الزيارة تسيء إلى تونس، التي ضحى من أجل استقلالها وتحررها من الاستبداد آلاف الشهداء، لا سيما في تزامنها مع استمرار الحملة العسكرية، التي تقودها المملكة السعودية في اليمن غير عابئة بتردي الأوضاع الإنسانية في هذا البلد وانتشار المجاعة بين أطفاله، وذلك في ظل استهتار كامل بتقرير لجنة خبراء الأممالمتحدة حول انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن برئاسة كمال الجندوبي، وموقف استكبار وغطرسة من لا يخشى حسابا ولا عقابا ولا يقيم وزنا للتوصيات الأممية". ودان البيان "الاعتقالات التعسفية المتسارعة للمدافعات والمدافعين عن حقوق الإنسان خاصة في الأوساط الصحفية والأكاديمية بالمملكة العربية السعودية، والانتهاكات التي ترتقي إلى جرائم ضد الإنسانية في اليمن، وتضم المنظمات الموقعة صوتها إلى الأصوات المطالبة بمحاسبة النظام السعودي على انتهاكاته لحقوق الإنسان، لتجدد رفضها القطعي لزيارة محمد بن سلمان، أحد أهم رموز التصلب والانغلاق والعداء لحرية التعبير في المملكة، إلى تونس". وعبرت المنظمات التونسية عن بالغ انشغالها من "مشاركة قوات تونسية مؤخرا في مناورات عسكرية جوية بتونس مع قوات عسكرية سعودية، هي الأولى من نوعها منذ الاستقلال، وتطالب بالتراجع عن مساندة الجبهة التي تتزعمها المملكة السعودية وبالتوقف عن الاصطفاف غير المشروط والمخجل مع مواقف هذا البلد المعادي للحريات والمتورط في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان خارج حدوده والمهدد لأية مسيرة على طريق الديمقراطية بالمنطقة العربية". وتشارك في هذا المسعى إضافة إلى النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، كل من منظمة بوصلة والجمعية التونسية للدفاع عن الحريات الفردية و الجمعية التونسية للدفاع عن القيم الجامعية والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات و جمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية وجمعية تقاطع من أجل الحقوق والحريات وجمعية ملتقى الجنوب للثقافة والفنون وجمعية مهرجان الربيع وجمعية يقظة من أجل الديمقراطية والدولة المدنية و الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و فضاء مسار للفنون واللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان بتونس، ومركز تونس لحرية الصحافة، والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية. وحذرت المنظمات من خطورة مثل هذا التعاون والتقارب مع دولة منغلقة تشير العديد من التقارير الحقوقية إلى مُضيها في نهج الاستبداد والعداء المعلن لدعاة الاجتهاد في الدين والإصلاح السياسي.