نصرالدين السويلمي حين تصل الجريمة إلى عنفوانها، وتغطس الخيانة في البذخ ويغوص العار في الترف، حينها يجب أن تغرق الدبلوماسية في الظلام، ويختفي الصمت لدواعي امنية، ويذهب حق التحفظ الى الجحيم، و تتخلص الحقيقة من جميع المحاذير، حينها يجب ان يخرج رئيس جمهورية الثورة، ويقول لمحور الشر، يا شر، بلكنة عربية مبينة، فان يأتيهم الوصف من رئيس أبلغ مما تصفهم به الشعوب. حين تقف الضباع العرجاء على قدم ونصف، تتطلع الى طيف السفاح السيسي، حين تهجم الثورة المضادة وينزل الاسفاف بثقله وتلهث جراء عبد الوهاب عبد الله باسم الصعلوك خليفة حفتر، حين تغطس السياسة في الحسابات الرثة الملطخة بقاذورات أمعاء العبيد، حين تصبح العجوز البغي المحترفة التي انتقلت من ممارسة المهنة الى ادارتها، حين تصبح اشرف من ساسة واعلام العار المتونس، حينها وحينها فقط نحتاج الى من يقول دون ان يفكر في العواقب، نحتاج لمن يجرح الحسابات، نحتاج الى من يخنق الحذر ويطفئ شمعة التريث، حين نرى القيح الإعلامي يبشر تونس بقرب حفتر من حدودها ونستشعر في خطاب هذا القيح لذة ما بعدها لذة توحي بلهفته في الخلاص من سبعطاش ديسمبر، حينها نحتاج الى رجل مثل المرزوقي يبصق للعبيد في آنية الثريد التي أرسلها صاحب المنشار، ولانهم تعودوا على الجيفة لا يبالون بالبصاق، يعود إليهم المرزوقي ليلا حين يتجمعون على مشروبات غلام زايد، "فيتب.." فيها، نحتاج الى ذلك بقوة، حتى اذا سألت الاجيال عنا وكيف سكتنا على هذا العار النخبوي على هذا القيح الإعلامي ، قلنا لهم كلا لم نسكت، لقد أرسلنا لهم رئيس جمهورية سبعطاش ديسمبر "فتب.." عليهم وعلى مشروبات غلامهم وبصق في ثريد منشارهم. أحيانا تحتاج سبعطاش ديسمبر الى دفاعات ذكية مرنة هادئة، ثم وفي احيان اخرى تحتاج الى مضادات مهبولة، مجنونة ساحقة لا تقرا العواقب، تثب على الجريمة دون ان ترصد حجمها، نحتاج بقوة الى شخصيات مرنة، توازن وتحاذر وتستل الشعرة من العجين، وفي لحظة استفحال فجور الجراثيم، نحتاج الى رئيس كاميكازي لا تغريه حجم المبادلات التجارية مع الرياض ولا استثمارات ابو ظبي ولا سطوة سفاح القاهرة.. ولأنها ثورة استثنائية، تحتاج في بعض الاحيان الى مدون هادئ مسالم، ثم تحتاج اخرى الى رئيس ثائر مقاتل، يبصق ألفاظه في وجه الانذال ولا يكتفي بقولها. حين نشاهد العبيد أثرياء الذل، يدوسون نعمة سبعطاش ديسمبر بحوافرهم، حين نراهم يصعدون على بطن سيدي بوزيد، يطؤون خدها بأكرعهم، ينتصبون فوق عظامها، يتطلعون تجاه طبرق، يسترقون النظر الى ابو ظبي، حينها نحتاج الى رئيس لا يحسن الرفق بالحيوانات، ولا يتودد للخنازير المتحولة انسانيا، نحتاج الى رئيس يقول محور الشر ويسمي محور الشر ويعرض النزال على محور الشر، نحتاج الى جنون العظمة مع اعراب النفط وقيحهم المتونس وضبعهم المصري الأبخر.. قل أيها المرزوقي ، قل ابو دجانة ، تبختر وبالغ في التبختر اذا رأيتهم او لقيتهم او لمحتهم إنها لمشية يبغضها الله إلاّ في مثل هذا الموطن.. إلا في هذا الوطن، لك الاجر كل الأجر حين تتبختر، أمام هذه الدواب الثملة بالعبودية.. المصابة بتخمة الذل.. قل عن حقيقة ما وقع في مصر، قل عن جمال المغدور، قل عن محنة مرسي وعن حبال المشانق التي تدلت في سجون مصر، قل عن حفتر وعن غلمان زايد وعن صاحب المنشار، قل عن ثورة الجار الغربي كما الجار الشرقي، قل ولا تحبسك الحسابات، فإن كان الشرف في الرئاسة فقد توليتها حين كانت بكرا وتركتها لهم عندما أصبحت ثيبا.