- انعقدت صباح اليوم ندوة المديرين العامين ورؤساء الأجهزة الإحصائية الإفريقية بإشراف وزير المالية ووزير التنمية والاستثمار والتعاون الدولي بالنيابة رضا شلغوم، ومفوض الاتحاد الإفريقي للشؤون الاقتصادية Victor HARISSON ، وبحضور ممثلي أكثر من 50 دولة إفريقية يشرفون على هياكل ومؤسسات وهيئات إحصائية إلى جانب ممثلين عن الاتحاد الإفريقي وخبراء دوليين في مجال الإحصاء. وبين الوزير في مداخلته أن الميثاق الإفريقي للإحصاء، الذي صادقت عليه معظم البلدان الإفريقية من ذلك تونس سنة 2014، يؤكد ما تبذله المنظمة الإفريقية من جهود لتطوير المنظومات الإحصائية والارتقاء بها إلى مستويات أفضل على جميع الأصعدة لاسيما على صعيد إعداد البيانات المتناسقة مع أفضل الممارسات والمعايير الدولية لتكون دعامة أساسية في وضع السياسات العامة ورسم الاستراتيجيات التنموية وصنع القرارات في مختلف المجالات. وأشار رضا شلغوم، أن هذه الندوة، ستتيح الفرصة لخبراء البلدان الإفريقية للنقاش وتبادل الآراء والمقترحات العملية بما يساعد على تطوير وتعصير المنظومات الإحصائية في البلدان الوطنية أو على المستوى القاري حتى تكون من الآليات المحفزة على تعزيز التبادل الاقتصادي والتجاري والشراكة بين بلدان القارة لاسيما في ضوء ما تشهده هذه الأخيرة من نشأة تجمعات اقتصادية هامة إلى جانب تمامي الاهتمام بها لدى الأقطاب الاقتصادية العالمية. وأكد الوزير في هذات السياق على أهمية المواضيع التي سيتم التطرق لها خلال الندوة وخاصة موضوع إحصائيات الهجرة، الداخلية منها والخارجية وكذلك إحصائيات الحالة المدنية وإحصائيات التشغيل والبطالة والشباب والحسابات القومية وغيرها من المواضيع التي تعتبر اليوم من أبرز تحديات البلدان الإفريقية، مشيرا أن المعلومة الإحصائية الدقيقة تمثل عنصرا أساسيا في بلورة الحلول والسياسات التنموية ومرجعا هاما لمختلف المتدخلين الاقتصاديين العموميين والخواص في صنع القرار، كما تمثل أداة للحوار الديمقراطي بين مختلف الأطراف لبناء مجتمعات نامية ومتوازنة. من جانبه بيّن Victor HARISSON، أن القارة الإفريقية تواجه عديد التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ما يتطلب مزيدا من التعاون بين بلدانها في مختلف المجالات وخاصة في مجال الإحصاء الذي يمثل أداة مهمة في اكتساب المعلومة واستغلالها في بناء سياسات وبرامج التبادل والشراكات، مبرزا أن قرار الإتحاد الإفريقي بإحداث منظمة إفريقية للإحصاء واختيار تونس لاحتضانها، هو دليل على الوعي الكبير بأهمية المنظومات الإحصائية في ربط جسور التعاون بين البلدان الإفريقية والاستفادة من إمكانيات وطاقات بعضها البعض، الطبيعية منها وكذلك البشرية، في اتجاه المزيد من الاندماج القاري، داعيا إلى العمل على مزيد تحسين وتطوير آليات ومنهجيات الإنتاج الإحصائي والارتقاء بها إلى مستوى المعايير الدولية مع العمل على مواكبة كل المستجدات التقنية والنوعية في هذا المجال الحيوي حتى تضل دائما رافدا للتنمية وتطور المجتمعات.