وات - تسببت جائحة "كورونا" في تونس كما أغلب بلدان العالم في شلل أغلب القطاعات الاقتصادية والصناعية والتجارية وحتى المهن الصغرى بفعل قرار الحجر الصحي الشامل مما أثّر سلبا على دخل المواطنين وبالتالي على قوتهم اليومي من بين الفئات الهشة ومحدودة الدخل. وبحسب تصريح أستاذ علم الإجتماع عبد الستار السحباني ل (وات) اليوم الثلاثاء فان هذه الفئات هي ليست فقط في حاجة الى ما يوفره المد التضامني المواطني بل الى التدخل العاجل والشامل للدولة لتوفر لها حاجياتها الأساسية بعد انتشار هذه الجائحة وتوقفها عن الانتاج وتوفير مستلزماتها اليومية. واعتبر السحباني أن المد التضامني الذي تشهده البلاد منذ اندلاع أزمة انتشار فيروس "كورونا" المستجد لا يمكن أن يحل مشاكل مختلف أطياف المجتمع ولا يعوض دور الدولة في الاحاطة بمواطنيها من العائلات المعوزة ومحدودة الدخل. فتدخلات المواطنين من أفراد وجماعات ومن مكونات المجتمع المدني ومن عدد من رجال الاعمال والمؤسسات الاقتصادية الذين سارعوا للمشاركة في المد التضامني الوطني وتقديم المساعدة لمستحقيها من الفئات المعوزة والعائلات محدودة الدخل لانتشالها من براثن الجوع ومغبة الاحتياج وحدها لا تكفي لمجابهة هذه الوضعية الجديدة بل يجب مساندتها من قبل تدخل الجهات المعنية لاحتواء هذه الاسر وتخفيض وطأة هذه الجائحة حسب تقديره. وكان هذا المد التضامني اما في شكل مبادرات فردية أو مبادرات تحت اشراف الدولة من اجل ايصال المعونات الى مستحقيها من المواطنين عبر لجان الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي، الذي شرع منذ 17 مارس الماضي في قبول التبرعات العينية المتمثلة في مواد غذائية ومواد تنظيف ومعدات ومستلزمات طبية، لتوزيعها على مستحقيها. ولفت السحباني الى أن الازمة الحالية التي يعيشها المجتمع التونسي زادت من وتيرة المد التضامني وأظهرت مدى تفاعل المواطنين فيما بينهم وأبرزت بالكاشف روح التضامن والتآزر لدى التونسي الذي يسارع لنجدة ومساعدة أخيه التونسي بما توفر لديه. في المقابل تساءل السحباني في ظل هذه الازمة التي تعيشها البلاد عن السياسيين الذين اختفت كل شعارات التضامن التي رفعوها خلال حملاتهم الانتخابية ولم تظهر اليوم مؤكدا ان تلك الشعارات التي رفعوها كانت لغايات ومصالح شخصية أفلت بمجرد بلوغهم مآربهم... وشدد على ضرورة عدم سلعنة روح المد التضامن الذي يبرز دون مقابل ودون غاية تذكر لافتا الى ضرورة احترام الذات البشرية وكرامة المواطنين وعدم التشهير بها عبر الشاشات ومنابر الحوار وان لا يكون التضامن حسب تقديره آلية من آليات التواكل والتشجع على التخاذل والاعتماد على الآخر. كما اعتبر انه من الضروري ان يتم ترسيخ روح التضامن لدى الناشئة وتربيتها على قيم العطاء والتعاون منذ الصغر خاصة من قبل العائلة و المدرسة وتعليمهم كيفية الانخراط في العمل التطوعي وترسيخه لديهم ليكونوا فاعلين في المستقبل. وجدير بالتذكير في هذا الصدد أن وزارة الشؤون الاجتماعية اتخذت جملة من الاجراءات العاجلة والاستثنائية لفائدة المواطنين محدودي الدخل ومن الفئات الهشة للحد من التداعيات السلبية لهذا الفيروس كورونا وسعيا لمرافقة ومساعدة مختلف شرائح المجتمع لمواجهة هذا الوضع الطّارئ.