كتبه / توفيق زعفوري أكثر من 400 تونسي عالق في راس الجدير، بينهم و بين الوطن أمتار قليلة، أكثر من 400 تونسي يستغيثون منذ أيام أن ساعدونا على الرجوع إلى تونس، لكن الثابت و الواضح أن هناك عجزا تاما و إرتباكا و غياب لوجستي فاضح جعل الأمر يتطور إلى درجة الدوس على ما تبقى من هيبة الدولة، على مرأى و مسمع من المسؤولين، بدء بأعوان التنفيذ، أي الديوانة، مرورا بالسلط المحلية من معتمد و والي و وزير داخلية و رئيس حكومة و رئيس دولة ما كلفوا أنفسهم تفادي ذاك المشهد المخيف المهين الذي ضرب الدولة في مقتل.. هؤلاء أفلتوا من كل الضوابط، القانونية، و الصحية و أصبحوا مشاريع عدوى لكل التونسيبن، هؤلاء سيضعون الحكومة في مأزق، بعد أيام قليلة، أن نحن أيضا تونسيون، و نحن أيضا زواولة، و نحن أحق من غيرنا بالمنحة في شهر رمضان و بعد شهر رمضان، و حتى تعود الحياة إلى طبيعتها، من حقنا المنحة التي عوض ان نستفيد منها نحن، ذهبت إلى بطون من لا يستحقونها، هؤلاء التونسيون، سيمثلون عبء إضافيا على الدولة و الميزانية المترنحة أصلا، و على الحكومة الحكيمة، التي لا ترى الفساد أن تستجيب لهم، فهم كما قالوا تونسيون و زواولة... هولاء عزَّ إجلاؤهم و هم أقرب إلينا من أي شيء آخر، فكيف إذن سيتمكنون من إجلاء من هم في أمريكا و كندا ممن تعالت أصواتهم أيضا أنا عالقون!؟؟ كيف سيتمكنون من إجلاء الشتات في أفريقيا!؟؟ ليست هناك خطة واضحة للوصول إلى كل من تقطعت بهم السبل، و ان تحريك الاساطيل من أجل التونسيين هو مجرد لغة خشبية، لغة للإستهلاك الشعبي، فالتونسي يعيش فقط ليدفع و يتبرع... فشل إضافي في الأداء و نحن في أولى مراحل الأزمة، مع أن العمل الحقيقي، هو ما بعد كورونا و ليس الآن، فالآن هو معالجة الأمور و تصريف شؤون.. رأينا ما يكفي، و ربي يستر تونس...