تونس - الشروق: عدد كبير من الأعمال التلفزيونية مدانة بإفساد الشباب وتدمير الذوق لغايات في نفس مموليها، هذا ما يراه مهذب الرميلي الذي يشارك في مسلسل نوبة. مهذّب الرميلي أحد أبطال مسلسل نوبة الذي تبثه قناة نسمة من أخراج عبدالحميد بوشناق كما يشارك كضيف شرف في مسلسل مشاعر على قناة قرطاج + كيف يرى حضوره وماهو تقييمه للانتاج التلفزيوني . الشروق التقته في هذا الحوار . ماهي الأعمال التي تشارك فيها مع مسلسل نوبة ؟ - أشارك هذا العام في بطولة مسلسل نوبة لعبد الحميد بوشناق الذي تبثه قناة نسمة. مع مشاركة شرفية في مسلسل مشاعر على قناة قرطاج+ . كيف تقيم حضورك وهل تعتبر نفسك مظلوما في التلفزة ؟ - تقييم حضوري يعود إلى الجمهور والنقاد والصحافيين المختصين أمثالكم. والتلفزة لم تظلمني سابقا، لعلي أنا من ظلمت نفسي لأني لا أرغب كثيرا في (مدان وجهي) عدد كبير من الاعمال التلفزية متهمة بإفساد الشباب هل تراها كذلك ؟ - أولا لا يجوز وضع كل الأعمال التلفزيونية في قفة واحدة.هناك أعمال فعلا هي مدانة وليست فقط متهمة بافساد الشباب ونشر ثقافة الانحراف وهذا لا يقتصر فقط على الإنتاجات الرمضانية فهناك قنوات أراها تتسابق على الظفر بالمراتب الأولى في التفاهة والسذاجة والسطحية والبلادة الفكرية والانحطاط في الذوق والسلوك. وقنوات (المجاري) هذه جعلت لغاية في نفوس مموليها. وانعكاساتها الإجتماعية واضحة للعيان. ولو عدنا إلى الأعمال الدرامية التلفزيونية عموما الكوميدية منها والتراجيدية، فإني أقول إن الدراما فن والفن نتاج النخبة إلى العامة لذلك فالفنان الحق هو من يحمل هموم شعبه ويعمل على الرقي به فكريا وثقافيا واجتماعيا،الفن فعل حضاري بالضرورة. وما دون ذلك استرزاق رخيص. الانتاج في تونس وصل الى تحقيق الكم نسبيا لكن هل تحقق الكيف ؟ - الكم مطلوب أيضا في الإنتاج التلفزي عموما. ومنه يفرز الكيف. والمعادلة الصعبة هنا هي كيف يمكننا أن نجاري متطلبات (السوق) ببضاعة (ماهياش سواقي)؟ وهذا يتطلب إرادة حقيقية وأكثر جرأة من المنتجين ومن أصحاب القنوات التلفزيونية الشرفاء. الذين لم يدخلوا هذا الميدان لا لتبييض أموالهم ولا لتبييض افعالهم. وهم كثر فقط نحن في زمن اختلط فيه الثرى بالثريا، ولكن غربال الزمن سيفرز المعدن الثمين من الصدإ. الانتاج التلفزيوني مقتصر على رمضان بماذا تفسر هذه الظاهرة؟ - اقتصار الإنتاج الدرامي التلفزيوني على شهر رمضان فقط، تتداخل فيه أسباب عدة، أولها عادة سيئة تعودنا عليها، وما أكثر عاداتنا السيئة، ثانيا المسألة مرتبطة بالمستشهرين الذين يعولون على بطون المشاهدين الخاوية في شهر رمضان والتي تكثر (شهاويها). ثالثا لأنه لا وجود لمبادرات شجاعة من أصحاب القنوات التلفزيونية لخوض تجربة إنتاج درامي خارج رمضان، رغم ثقتي أن المبادرة ستنجح شريطة أن تكون محترمة وأن يصبر أصحابها. فالتونسي يلزمه بعض الوقت حتى يقبل المتغيرات. والإنتاج الجيد يفرض نفسه مع الزمن.