بقلم / منجي باكير إذا كانت السياسات المتلاحقة قسّمت المجتمع التونسي إلى فئات وطبقات من الموسرين رفاهة إلى طبقة العياشة وصولا إلى الفقراء و المعدَمين ، فإنّ (( بعض الإعلام )) ، إعلام العار ، إعلام الهانة ، الإعلام الاجنداتي الموجَّه فقد قسّم هذا المجتمع إلى قسمين فقط ... بعض هذا الإعلام الهجين في تفكيره ، في لغته ، في اسلوبه و في طريقة مخاطبته ( لمواطنيه ) حمل خبثا كبيرا و فسادا و إفسادا اكبر ، إعلام يتحدث برطنة هجينة ماسخة لا هي عربية صِرفة و لا اعجمية قويمة ولا هي تونسية محلية ينطقها سواد الشعب و غالبيته . هذا الإعلام قسّم فعليا المجتمع التونسي إلى قسمين لا ثالث بينهما ، فهو بلكنته ومبلغ ثقافة شاغليه و تغريبهم الماسخ طبع كل مواده الإعلامية والثقافية وحتى الإشهارية بهذا الطابع النخبوي الموجه اساسا واصلا و قصدا فجعلها تخص فقط الذين هم بنفس مرجعيته من فئة التغريبيين ، الذين يضعون سيقانهم على ارض الوطن وادمغتهم وعقولهم معلقة في بلاد برّة ... نفس هذا الإعلام ترك باقي الجزء الاكبر من الشعب بعيدا عن اعتباراته و طرَحه من حساباته و لا حاجة له بمخاطبته مادام هو متشبثا بلغته و لهجته و مفاهيمه و موروثاته . إعلام يظهر دوما ( الجانب البورجوازي ) المترفّه جانبا مشرقا واعدا ( حسب تقييماته ) ، فهم صفوة القوم ( بلوط بالكريدي) و هم من تنشده اجندات التغريب و فصل الوطن عن حاضنته العربية الإسلامية و حتى عن انتماءه التونسية ذاته ،،، حتى اصبح الوطن ((إعلاميا)) وطن الشذوذات و المراقص ، وطن غارق في الفساد و الافساد لدرجة ان مواطنيه بات بعضهم يبحثون عن ( نسبهم البيولوجي !!!) ، و باقيهم شعارهم تغييب العقل ... اما الجزء الاكبر فسدنة هذا الإعلام الارعن لا تتحرك كامراتهم فيه إلا لاظهار طبيعته السياحية الغناء او لنقل ريبورتاجات لجموع مرصودة تتباكى جوعا ونقصا و فقرا و (تجوّح) قصدا وعندا لتضييع مكارم القناعة و الشهامة والجود والرضا عند العمق الشعبي الذي لا يتشرف بهذه الخزعبلات ولا هذه الممارسات الدنيئة وهي ليست من طباع القوم .