نصرالدّين السويلمي في حوار معه على إحدى الإذاعات التونسيّة قال عبد الحميد الجلاصي أنّ صلاحيّات رئيس الجمهوريّة لا تُطرح في الشّارع لأنّ الرّئيس ليس قائد معارضة، بل رئيس جمهوريّة لديه صلاحيّاته، يمكنه أن يضمّن مقترحاته ويرسل بها إلى البرلمان، وشدّد الجلاصي على التوقيت الخاطئ الذي يدفع فيه رئيس الجمهوريّة إلى إحداث تعديلات يرى الجلاصي أنّها لا تتناغم مع حاجة المجتمع ولا مع القضايا الآنية الملحّة، خاصّة فيما يتعلّق بمرحلة ما بعد كورونا والأوضاع الاقتصاديّة والإجتماعيّة الصعبة التي ستواجهها البلاد. وأضاف أنّ النّخبة الحاكمة لم تقرأ رسائل انتخابات 2018 مثلما لم تقرأ رسائل 2019. وأكّد الجلاصي أنّ من يطرح اليوم موضوع تعديل الدستور لم يفهم دروس الانتخابات، وقال أنّ قيس سعيّد أخطأ في قراءة رصيد"2مليون و 700 ألف" والحقيقة أنّ الرّئيس لديه فقط 600 ألف هو رصيد الدور الأوّل، وأنّ الزوز ملايين و700 هي في الحقيقي الكتلة المضادّة لنبيل القروي. و توجّه الجلاصي بنصيحة إلى الرّئيس قيس سعيّد جاء فيها "موضوع الدستور ليس بالمقدّس لكنّه الآن ليس هو القضية الجوهريّة، تو أنت رئيس انتخبت على أساس دستور بصلاحيّات معيّنة يلزمك تعمل بموجبها، وإذا تحب تغيّر موش عبر تحريض الشّارع، وإنّما عبر الآليات الي عطاهالك الدستور، هاك السّاعة تو تمشي للبرلمان وربّما تعمل رأي عام"، وأضاف الجلاصي "ثمّ ناس فاشلين في السنوات الماضية وفي عوض ما يعملوا تقييم ذاتي قاعدين يكرّروا في نفس الأخطاء" وحول الأدوار التي يقوم بها الاتحاد وسعيه إلى النّفاذ من خلال الفجوات التي أحدثتها العلاقة الغير مستقرّة بين الرّؤساء الثّلاثة، قال الجلاصي" ما نقولش ما تقومش بالدّور متاعك، لكن موش على خاطر أنت عندك مؤتمر وماش تحتد الصراعات فيه، تبدأ تزايد وتطلع الفوق الشجرة، موش على خاطر أنت داخل في مفاوضات إجتماعيّة تولّي تطلع فوق الشجرة وتطرح في استفتاء، موش لأنّو ثمّ عدم تجانس بين الرّؤساء الثّلاثة نولّوا نلعبوا على التوازنات، نقرّبوا لرئيس الجمهوريّة باش نحاصروا..." ، وقال الجلاصي أنّه لا خيار غير تقارب الرّؤساء الثّلاثة من أجل سدّ الفجوات. ولعلّ أبلغ ما قاله عبد الحميد الجلاصي ويعرّف بشكل مختصر وواضح الاستعدادات الفطريّة والسلوكات التاريخية لتونس، وذلك في سياق ردّه على مشروع قيس سعيّد، حيث قال " تاريخيّا تونس إصلاحيّة ومن يتصوّر أنّها تمشي بالقفزات فقد أخطاء"، وتلك فعلا تربة بلادنا وخلاياها وتاريخها، وذلك فعلا وضع تونس التي لا تحتفي بالمنعرجات الرّاديكاليّة، تجلّى ذلك في ثورتها الرّائدة حيث اكتفت بسحب البساط من تحت الجنرال بن علي ولم تقم بعمليّة تطهير درامية ولا انتقامات "ثوريّة" بل فتحت الباب أمام عمليّات إصلاح طويلة ومتأنّية رغم ما فيها من شغب ومطبّات.