- شارك وزير الشؤون الخارجية، نور الدين الريّ، اليوم الاثنين 6 جويلية 2020 في أشغال الدورة التاسعة لمنتدى التعاون العربي الصيني برئاسة مشتركة بين الأردنوالصين. وألقى وزير الشؤون الخارجية كلمة أوضح فيها أنّ التحولات الدولية الراهنة ولاسيما في ظرف استشراء جائحة كورونا تطرح العديد من التحديات بما يستوجب تمتين التضامن الدولي وتعزيز الأمن والاستقرار في العالم، مشيرا في هذا السياق إلى اعتماد مبادرة تونس بالإجماع في مجلس الأمن من أجل هدنة إنسانية ووقف للنزاعات المسلّحة في العالم، داعيا إلى تضافر الجهود من أجل تنفيذ هذه المبادرة والدّفاع عن القضايا الإنسانية العادلة. وشدّد نور الدين الري على مواصلة بلادنا في إطار ترأسها للقمة العربية وعضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي، دعم القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني الشقيق في تقرير مصيره وبناء دولته وعاصمتها القدس الشرقية في رفض لمخطط الضمّ الذّي يتهدد بتصفية حل الدولتين، والدفاع عن وحدة دولنا العربية كافة والحفاظ على سيادتها والالتزام بالتسويات السياسية للأزمات، وفي مقدّمتها الوضع في ليبيا الشقيقة، عبر تكاتف الجهود من أجل إنهاء الاقتتال الدائر وتحقيق التسوية السياسية المنشودة في إطار حلّ سياسي ليبي- ليبي طبقا لقرارات الشرعية الدولية وبما من شأنه أن يحفظ وحدة ليبيا وسلامة أراضيها وأمن شعبها الشقيق. من جهة أخرى، ثمّن الوزير الحركية التّي شهدتها العلاقات العربية الصينية على مدى السنوات الفارطة في الدّفاع عن هذه القضايا العربية الجوهرية والارتقاء بالتعاون المشترك في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، داعيا إلى السعي سويا من أجل مزيد تطوير هذه العلاقات ولاسيما في المجالات التي تسجل فيها الصين ريادة عالمية على غرار تكنولوجيات المعلومات والإتصال. كما أعرب وزير الخارجية عن أهمية تفعيل التعاون العربي الصيني في المجال التدفق السياحي والتكوين والتدريب لاسيما عبر الإسراع بإنشاء المركز العربي الصيني للتكوين السياحي والفندقة في تونس. واستنادا إلى انخراط تونس في مبادرة الرئيس الصيني "الحزام والطريق"، أكّد الوزير أنّ ذلك يمثل خطوة جديدة نحو مزيد الارتقاء بالعلاقات التونسيةالصينية، معربا عن تطلع بلادنا إلى تطوير المبادلات التجارية بين الدولتين وتقليص الفجوة الراهنة في الميزان التجاري من خلال مضاعفة الاستثمارات الصينية في تونس وتنشيط مختلف مجالات التعاون. وتأسيسا على الحرص الذّي يحدو تونس للاضطلاع بمساهمة فاعلة في دعم التعاون العربي الصيني، اقترحت تونس استضافة الدورة الحادية عشرة لمنتدى التعاون العربي الصيني الذّي سيتزامن مع الاحتفاء بستينية العلاقات الدبلوماسية التونسيةالصينية. هذا وصدر في خاتمة أعمال المنتدى "إعلان عمّان"، مبرزا مواقف الدول العربية والصين حول أهم القضايا السياسية الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ورؤيتهم المشتركة حول سبل مزيد الارتقاء بالتعاون العربي الصيني في مختلف المجالات ولاسيما وضع البرنامج التنفيذي للفترة 2020-2022 موضع الإنجاز الفعلي، مع إجماع السادة الوزراء على ضرورة الارتقاء بآليات التعاون المشترك لاسيما من خلال تنظيم قمة عربية صينية مشتركة. كما اتفق الجانبان العربي والصيني على مزيد تطوير التعاون في مجال الصّحة ولاسيما في مكافحة الجائحة، حيث نصّ البيان المشترك الصادر عن المنتدى على ضرورة تنسيق السياسات في هذا القطاع والاستفادة من الآليات المشتركة لاسيما في الوقاية والسيطرة على الأوبئة والحدّ من تداعياتها.