بقلم / منجي باكير عقلية التونسي لا مرجعية - ثابتة - لها ، لا ضوابط معلومة له في غضبه و لا في فرحة و كذلك لا يمكن ان تعرف ما هو قراره النهائي في اللحظة الحاسمة ،،، التونسي كَم ّمتراكم متمازج و متنافر من العواطف و ناتجها هو غالبا ما ينبني عليه قراره - العقلي - ،،، لا عقل و لا معقول في تصرفات التونسي و لا حتى في كثير من لهجته ، هو يشتم حيث هو يقصد المديح و يمدح حيث هو يروم الشتم ،،، ألفاظ حديثه لا يفسرها قاموس و لا يضبطها كتاب و لا يقف على صحيح مدلولاتها عالم علاّمة ... تجد التونسي يسب - الكوارجية - و يقول فيهم ما لا يقال و يلحق بهم كل الاوصاف الفاسدة و الرديئة ، لكن في لحظة زمن و لتغير ابسط مؤشر ينقلب موقفه و تتبدل لهجته و يصبح القبيح لديه جميلا ... نفس الشيء في السياسة ، التونسي يلعن الاحزاب و السياسيين و يستصدر فيهم كل التهم و يستحضر لهم كل النعوت الشائنة ،،، لكن عند فرز اصوات الانتخابات فإنّ المفاجآت تكون من العيار الثقيل و مَن كان يُسبّ و يُلعن يصبح سيد القوم .... هو التونسي ، التونسي الذي لم يفهم نفسه فما بالك بمن اراد ان يفهمه ...