منجي باكير متابعو كلامولوجيا السلام عليكم و يجعل يومكم خير و رزق و بركة ، إن شاء اللّه فيكم آش كون تعوّد و حبّ كلمتنا هاذي ....اللّي هي في الحقيقة نوع من الفلاشات نسلّطوها على واقع حياتنا باش نمدحو و نستحسنوا الباهي فينا و في سلوكاتنا و نشيروا للّي ما هواش باهي حتّى نصلّحوا أرواحنا و نرتقيوا بأنفسنا و ببلادنا .. و قد كتبناها (( باللهجة الدّارجة التونسيّة )) السّمْحة قصدا ، طبعا هذا ليس تجاوزا للغتنا العربيّة التي تبقى ضرورتها و جماليّتها فوق كلّ اعتبار .... اليوما إن شاء الله باش نحكيوا على لفظة شعبيّة متوارثة في تراثنا و متداولة في كلامنا ، فينا آشكون يعرف مدلولها و فينا آشكون يقولها بعفويّة و ما يعرفش آش معناها بالضّبط ، اللّفظة هاذي هي لفظة رزق البيليك . أوّلا نقولوا أنّ كلمة البيليك يرجعوها بعض العارفين إلى عهد الدولة العثمانيّة ، و معناها رزق الباي حاكم الإيالة التونسيّة وقتها ، و منهم آشكون يرجّعها للكلمة الفرنساويّة و هي من جذر كلمة ((بيبليك)) اللّي معناها عمومي ،لكن يبقى في الحالتين المعنى العام و الحاصل في الموروث الشّعبي أن كلمة رزق البيليك تعني الرّزق اللّي هو تابع للدولة ، و في الحالتين ثمّة مفهوم الدّولة الغاصبة و هذا بمنظار أنّ العثمانيين و الباي أو الفرنسيس ،،، يراوْهم العامّة ( بمفهومهم الخاصّ ) أنّهم أجسام غريبة و هُوما زادة استعمار و استغلال و لهذا فإنّ المِلك الرّاجع ليهم أو اللّي فيه بصمتهم هو رزق بيليك ، معناها رزق متاع فَيْ و ما ثمّاش عيب باش عامّة الشعب يتصرّفوا فيه و ياخذوا منّو و يستغلّوه أو حتّى يفسّدوه على خاطر هو نوع من التنفيس عن الغضب اللّي يحملوه تُجاه الحاكم اللّي يرمز للضرايب و الأتاوات المسلّطة عليهم بلا شفقة و يراوْ أنّ هذا المال في الأصل ليهم لكن الحاكم اغتصبوا و حرمهم منّو وها التصرّف هو حقّ من حقوقهم .. هذا تقريبا توضيح تاريخي لأصل كلمة ( رزق بيليك ) ،،،و ها الكلمة تطوّرت من وقتها و دخلت في ثقافة و سلوكات التونسي حتّى صار ما يشوف حتّى حرج في قوْلها و استعمالها حتّى الآن . رزق البيليك صار- بعض التوانسة - طبعا يستحلّوا بيها الملك العمومي و المنشآت العامّة و يتعدّاو ا حتى على البُنى التحتيّة في تصرّفات أنانيّة ما ترى كان مصلحتها الشخصيّة الضيّقة ،،، بعض التوانسة يستوْلاوا على الطريق العمومي و يسخّروه لحوايجهم على خاطرو رزق بيليك ،،،، الحديقة العموميّة و الشطوط و الساحات العامّة يصير فيها كل المظاهر السّلبيّة و يلحقها عبث الكبير و الصّغير على خاطر هي رزق بيليك ... الكار ، كراسيها و محطّاتها تشهد يوميّا إمضاءات التخريب على خاطر هي رزق بيليك ، و كيف كيف بعض المشآت العامّة ذات الإستغلال الجماعي أيضا ... و الأخطر من هذا أنّو ثمّا آشكون ما يراش حرج باش يهزّ و يكلْكفْ من المؤسّسة العموميّة اللي يخدم فيها أو هو مستأمن عليها أيّ - ماتريال - و إلاّ تجهيزات و إلاّ أيّ موادّ أخرى استهلاكيّة سواء يستحقّها مباشرة أو حتّى يتصرّف فيها ،، كيف ما يبيعها مثلا على خاطر هو رزق بيليك . اللّي مأمّن على سيّارة أو وسيلة نقل أخرى تابعة لْخدمتو عادي باش يسخّرها لحاجياتو و إلاّ حتّى يعمل بيها كريات لحسابو ، على خاطر هي رزق بيليك . و برشا مظاهر أخرى كلّها تصير و تحدث يوميّا في بلادنا العزيزة تحت عنوان واحد هو : رزق البيليك ...كيف ما الضّو في النهار و القايلة و الماء المهدور في المؤسّسات و الإدارات و السبيطارات و - الكليماتيزيرات - اللّي ما تطفاش على خاطر هي زادة رزق بيليك !! ها العقليّةفي استحلال مال و رزق و مكاسب الأصل فيها عموميّة و تمويلها من المال العام متاع الشعب التونسي الكلّ نوجدوها عند برشا ناس . هاالعقليّة غالطة على خاطر المطلوب من كل الشعب أنّهم يحرسوا الملك العمومي و يمنعوه من أيادي العابثين و المفسدين و اللّصوص . و هاذي الأفعال نذكّروا اللّي هي ممنوعة قانونا و مجرّمة أخلاقا ، و كلمة ( رزق البيليك ) مالْهاش حتّى معنى قويم و لهذا يلزم تخرج من قاموس كلامنا و تتنحّى من سلوكيّاتنا . زيد أنّ التعدّي على الملك العمومي ينْهى عليه الشرع و الدّين سواء كبرْ الشيء أو صغرْ. و ما نحقروا حتى شيء، حتّى ستيلوا أو ورقة بيضاء أو حتّى شارج متاع تاليفون إذا هذا موش من متطلّبات الخدمة و لمصلحتها فهذا فعل ممنوع شرعا يزيد بيه الإنسان ذنوب و يحطّو على أكتافو ...! ربّي يهدينا و يصلح حالنا و تتغيّر ها العقليّة السّلبيّة فينا كلامولوجيا * * * Partager Tweet 1 de 1 commentaires pour l'article 108524 Kamelwww (France) |Jeudi 09 Juillet 2015 à 22h 21m | Par أشكرك يا منجي على الديباجة والجملة الأخيرة التي قلت فيها: (طبعا هذا ليس تجاوزا للغتنا العربية التي تبقى ضرورتها وجماليتها فوق كل اعتبار) . ما دمت تحترم العربية الفصحى، فأنا سوف لن أنتقد مقالاتك بالدارجة بعد اليوم. بالتوفيق إن شاء الله.