مرتجى محجوب يمكنك أن تختلف جذريا مع برنامج و توجهات حزب أو حركة سياسية ، و يمكنك أن تبني سياستك و استراتيجيتك على المضاددة و يمكنك أن تركز خطابك ليلا نهارا و يوم الأحد على المعاداة السلمية لطرف سياسي ، كل ذلك من حقك الذي ضمنه لك دستور 2014 و لا يمكن منازعتك فيه ، أما أن يتطور الأمر الى التلويح و رفع شعارات الاقصاء و الاستئصال ، فذلك ما ليس لك فيه حق لما يمثله من اعتداء واضح و صريح على حق الاختلاف و على تعددية سياسية نرنو لتكريسها و المحافظة عليها مهما كانت الظروف و المعطيات . لغة الاستئصال هي في الحقيقة تعبير عن عجز و فشل في المنافسة و اقناع الناخبين ببرنامج سياسي من المفروض أن تكون له خصوصيته و مميزاته بعيدا عن شعبويات المضاددة و التخويف من الاخر و التي جربت من قبلك و لم تأتي ما كان ينشده متبنيها من نتاىج مرجوة بل على العكس تماما فقد ساهمت في ملامسته الصفر في نتائج الانتخابات . انحت شخصيتك و ارسم برنامجك و دعك من البكائيات و التبريرات الواهية ، عندئذ ، يمكنك ربما اقناع الناس و النجاح في تحصيل الأصوات . في كل أزمة سياسية او اقتصادية او اجتماعية ، نعود للاستقطاب الثنائي و الصراعات الوجودية التي لن تزيد الأوضاع الا احتقانا و سوءا و ريبة . هل هذه هي الديموقراطية التي ننشدها ! ديموقراطية الاقصاء و الاستئصال و الشعبوية و الأحقاد المقيتة ! رجاءا ، لا يمكننا أن نتقدم قيد أنملة اذا بقينا نتخبط فيما نحن عليه من عداء بغيض يصل حد الاستقواء بالأجنبي على أبناء بلدنا و جلدتنا ! أفيقوا يرحمكم الله ، فطرحكم في واد و انتظارات الشعب في واد اخر ، شعب يريد الشغل و الأمن و تحسين ظروفه المعيشية القاسية و صحة و تعليم يرتقيان للحد الأدنى المطلوب ... أفيقوا يرحمكم الله ، قبل فوات الأوان ...