وات - بدت تونس من بين البلدان، التّي استثمرت فيها المؤسسات أكثر في الحلول التكنولوجيّة والمجددة خلال الأزمة الصحيّة، وفق نتائج سبر للآراء أجري لدى الرؤساء المديرين العامّين في افريقيا من قبل مجموعة أكسفورد(أو بي جي)، موفى أفريل 2020، وتمّ التطرّق إليه ضمن تقرير نشر مؤخرا للمجموعة خلال جويلية 2020. وتعد تونس، التّي منحت أهميّة كبرى للعلوم والتكنولوجيا خلال السنوات الأخيرة مؤهّلة للتأقلم ومقاومة الاضطرابات، التّي تسبّبت فيها الأزمة الصحيّة العالميّة جرّاء انتشار فيروس كوفيد -19، وفق ما اشار إليه التقرير الأخير للمكتب الدولي للذكاء الاقتصادي، والذّي تمّ إعداده بالتعاون مع وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي. واشارت الوثيقة، المتكوّنة من 30 صفحة، تحت عنوان "تقرير بشأن الردود التونسيّة على كوفيد-19"، "أنّه بالفعل مع إظهارقدرات رقميّة استثنائيّة، اعتبرعدد من البلدان الافريقية تونس كمهد للتجديد خلال الأزمة الصحيّة". ومن بين الأمثلة المجددة في المجال التكنولوجي المعتمدة خلال الازمة الصحيّة، أورد التقرير الروبوت "فياسنس" الذّي عملت المؤسّسة الناشئة "إينوفا روبوتيكس" على تطويره، لمساعدة المصابين بفيروس كورونا في مستشفى عبد الرحمان مامي بتونس. ومكّن الروبوت الإطار الطبّي من اجراء تشخيص أوّلي ومراقبة المرضى، عن بعد، ودون اي تواصل مباشر. واستخدمت وزارة الدّاخليّة، بدورها، "بيغارد" ل"إينوفا روبتيكس"، وهو عبارة عن مركبة أرضيّة آلية استعملت لتطبيق قواعد الحجر الصحّي. وتمّ تجهيز المركبة، التّي يتمّ التحكم فيها عن بعد، بكامرا حراريّة وبنظام سمعي ونظام للمراقبة عن طريق الأقمار الصناعيّة وآخر للصوت والإضاءة يمكن اعتماده لطلب وثائق الهويّة واصدار تحذيرات صوتيّة. . ويأتي، أيضا، "كورونا بوت" كمثال آخر لتطبيق التكنولوجيّات الحديثة، خلال فترة انتشار الجائحة، وهو عبارة عن تطبيقة رقميّة بامكانها تقديم المعلومات والدعم للأشخاص عن طريق شبكة التواصل الاجتماعي "فايسبوك". وتعتمد التطبيقة على الذكاء الاصطناعي ومكّنت من ارسال 200 ألف رسالة لفائدة 10 آلاف شخص. كما دفعت الجائحة الصحيّة غلى التسريع في ارساء أنظمة دفع باعتماد التطبيقات المتنقلة، وفق ما أورده تقرير مجموعة أكسفورد للأعمال. "وقد طالب عديد الفاعلين في القطاع الخاص، قبل الجائحة الصحيّة، بإلغاء العمل بالاجراءات الاداريّة، التّي حالت دون تعميم اعتماد المعاملات باستخدام التطبيقات الجوّالة، منذ سنة 2013، لكن دون تحقيق نجاح كبير في المجال. ودفعت الأزمة نحو خلق حاجة مستعجلة لنقل وبسرعة وبكل سلامة لمبالغ ماليّة صغيرة لعدد كبير من الأشخاص بعد إقرار مساعدات استثنائيّة بقيمة 200 دينار لفائدة 350 ألف مواطن ذوي الدخل المحدود. "لقد "أظهرت جائحة كورونا أهميّة الاستفادة من الرقمنة وتحسين البنية التحتيّة الرقميّة" وفق ما أعلن عنه نائب رئيس العلاقات العامة للمنطقة المتوسطية لشركة هواوي، عدنان بن حليمة، لمجموعة "أو بي جي". "هذا التغيّير، رافقه منذ بداية الجائحة، رغبة سياسيّة وتغيّر في العقليّات لفائدة الرقمنة. وقاد ذلك الى تنفيذ مشاريع عديدة، في ظرف اسابيع، فقط، بقيت قيد الانتظار لسنوات عديدة"" وفق بن حليمة، الذّي تمّ استجوابه في اطار التقرير ذاته. لقد أظهرت الجائحة أهميّة والامكانيّات المتوفّرة لدى المؤسّسات وقدرتها على المساعدة لرفع عدد من التحديّات باعتماد حلول مجددة طوّرتها مؤسّسات ناشئة محليّة، على غرار الطب عن بعد، وهو ما خلص اليه تقرير مجموعة أكسفورد للأعمال.