وات - "الهيسة" و"القصبي" و"الفزاني" و"بسر حلو" و"غرس سوف"، أنواع مختلفة من التمور المطلق التي تفنّن أصحابها في عرضها بمدخل "سوق البياز" وسط مدينة قبلي، لتجد إقبالا كبيرا من الاهالي وزوار الجهة الذين يقتنون هذه الانواع من التمور التي تسبق في نضجها دقلة النور بأكثر من شهر تقريبا. العديد من تجّار هذه السوق الذين اعتادوا الانتصاب بالمكان لبيع الغلال والخضر، عادة ما يخيرون خلال هذه الفترة من السنة التوجه أكثر نحو بيع أنواع التمور المطلق الى حين نضج دقلة النور، التي ستحل قريبا محل هذه الأنواع من التمور ولا تترك لها مجالا لمنافستها، لانها تمثل أجود أنواع التمور التي تنتجها الجهة والتي تجد رواجا كبيرا داخل البلاد وخارجها. وأكّد "محمد"، أحد هؤلاء التجار، في حديثه لمراسل (وات) بالجهة، أن بيع التمور المطلق لا يتواصل عادة لاكثر من اسبوعين او ثلاثة على اقصى تقدير، لان الكثير من انواع هذه التمور تنضج سريعا ولا يمكن تأخير جمعها واستهلاكها نظرا لكونها تفقد نظارتها بسرعة حتى وان تم تخزينها في الثلاجات، مضيفا أنه لا يمكن مقارنتها بدقلة النور التي تحافظ على جودتها لايام خارج بيوت التبريد ولاشهر ان تم وضعها داخلها. وحول كيفية حصولهم على هذه التمور وعرضها ب"سوق البيار"، أوضح ذات المتحدث، "أن بعض الاهالي ممن يمتلكون اشجار النخيل التي تنتج هذه الانواع من التمور المطلق يقومون يوميا بجمع ما نضج منها وتوفيرها للتجار الذين يعرضونها للراغبين في شراء "التمور البدري" او "التمور الفال"، على حد تعبيره، وهي التمور التي تنضج أواخر فصل الصيف قبل نضج دقلة النور. وتابع، أن من عادات أهالي الجهة توزيع هذه التمور على الاقارب والجيران وأن أصحاب أشجار النخيل المنتجة لهذه التمور لا يمنعون أهالي منطقتهم من قطف بعضها او ما يعرف، على حد تعبيره، بعملية " نقاية" التمور الناضجة. وحول أسعار التمور المطلق، فانها تتراوح، وفق قوله، بين 2000 و4000 مليم للكلغ الواحد بحسب جودة المنتوج ونوعهإ، ملاحظا أنه كلما كان المنتوج "فالا" اي لم ينضج منه سوى القليل منه وتم توفيره بالسوق بكميات محدودة، كان الاقبال عليه أكبر وكان سعره أغلى. من جانبهم، عبر عدد من رواد هذه السوق، على حرصهم على شراء و تذوق "الفال" من التمور المطلق لمذاقها المتميز، مشيرين الى أن "توجه أهالي الجهة أكثر فأكثر نحو غراسة الاشجار المنتجة لدقلة النور جعل الكثير من أنواع التمور الاخرى تندثر بسبب إهمال أصولها لذلك ليس من الغريب أن تجد غالبية الذين يشترون هذه التمور المطلق هم من الفلاحين الذين يمتلكون المئات من اشجار دقلة النور ولا يمتلكون شجرة واحدة منتجة للتمور المطلق"، بحسب تعبيرهم. وذكر عدد آخر من زائري السوق من خارج الولاية، انهم يشترون التمور المطلق لتقديمها كهدية للاقارب والاصدقاء، قائلين بأن الجهة معروفة بمنتوجاتها من التمور ولا يمكن لزائرها أن يغادرها دون أن يحمل معه بعضا منها كهدية، لما لها من مكانة لدى التونسيين.