بعودة الرطب أو ما يسمى تمور المطلق هذه الفترة الى أسواق توزر، استعادت الجهة جانبا من خصوصيتها، لا سيما مع اقبال أبناء المنطقة اللافت على اقتناء هذه الأصناف من التمور المحلية والأصلية المرتبطة أساسا بالواحات القديمة بتوزر ونفطة ودقاش. ويلبي "سوق الحشيش" المحاذي للسوق المركزية بمدينة توزر طلبات الزوار وأبناء المنطقة الراغبين في اقتناء تمور المطلق فهو يوفر مجموعة من الأصناف النادرة التي تنتجها واحة توزر القديمة على غرار القندي، والغرس، والفزاني، والخروب، والشكان، وبسر حلو من بين ما لا يقل عن 400 مائة صنف كانت تنتجها واحات الجريد، بحسب العم محمد علي بن تاتة، بائع تمور وفلاح ، والذي أوضح لمراسلة (وات) أن القندي يعد أفضل الأصناف من حيث المذاق وإقبال المستهلك عليه، لا سيما وأن جنيه ينطلق قبل موسم جني دقلة النور ليتوفر طيلة شهري أوت وسبتمبر. ويضيف، في حركة دؤوبة لا تكاد تهدأ ملبيا طلبات حرفائه، أن الاقبال كبير هذه الأيام على اقتناء تمور المطلق من أهالي الجهة إما لاستهلاكها أو لإهدائها، وهي عادة دأب عليها سكان المنطقة، حيث تعودوا على اهداء التمور وارسالها للأحباب والأقارب والأصدقاء في كل شبر من تراب الوطن. وبفضل أسعارها المنخفضة التي تتراوح بين الدينارين وثلاثة دنانير تبقى تمور المطلق في متناول جميع فئات المجتمع، وفق تعبير العم محمد علي، وذلك في المواسم الجيدة التي يكون فيها الإنتاج ذا جودة عالية، إلا أن تمور المطلق، على غرار دقلة النور، تتأثر بنقص مياه الري فيكون المنتوج في بعض المواسم جافا، ملاحظا أن ترويج هذه التمور بقي محليا ولم تجد طريقها الى التصدير في غياب وسائل لتعليبها وخزنها ولم يتم إيجاد طرق حديثة لذلك باعتبارها سريعة التعفن. ويشاطره الرأي عبد القادر، وهو أحد الحرفاء، كان بصدد اقتناء كمية من الرطب رفقة زوجته، موضحا أنه خلافا لعدة بلدان أخرى ابتكرت وسائل لتخزين وتصدير الرطب، لا يتم تخزين تمور المطلق في بلادنا بل يتم استهلاكها إثر جنيها مباشرة، لا سيما وأن الطرق التقليدية في التخزين لم تعد معتمدة حاليا حيث كان الجريدي يخزن الرطب في القرب "قربة الماء"، فلو تجد هذه التمور طريقها للتصدير فإنها ستحظى بإقبال جيد نظرا لمذاقها الطيب المختلف عن دقلة النور، وفق تصوره. ولاحظ أنه رغم تواصل انتاج هذه الأصناف من التمور، إلا أن حجم انتاجها تناقص مقارنة بالماضي بسبب عزوف الشبان عن العمل في الواحة وعدم اعتناء الفلاحين بتجديد أشجار النخيل المتهرمة، قائلا إن الرطب تبقى خصوصية الجريد لذا وجب حمايتها من الاندثار واحياء العديد من الأصناف.