- طارق عمراني - نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرا تحت عنوان Coronavirus : en Tunisie, une centaine de travailleurs confinés dans une usine de masques لمبعوثتها الخاصة لمدينة القيروان ليليا بليز تحدث عن تجربة فريدة لعمال و عاملات في معمل شركة consomed في القيروان اختاروا طوعية الإقامة في مقر العمل منذ يوم 17 اوت لضمان تواصل الإنتاج في المعمل الذي يوفر 100 الف كمامة يوميا للسوق التونسية و ذلك تجنبا لإنتقال العدوى داخله و خطر الإغلاق . و أشار التقرير إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يختار فيها العمال في المصنع الذي ينتج المعدات الطبية الإقامة في مقر العمل حيث كانت التجربة الاولى لمدة 48 يوما خلال الموجة الاولى للوباء في شهر مارس. و نقلت المراسلة الفرنسية شهادات لبعض العاملات ،حيث اعتبرت احداهن أن الأمر لم يكن سهلا في البداية حيث اضطرت أن تقدم تنازلات خاصة انها متزوجة حديثا معتبرة أنها لم تدخل التجربة ليس فقط خوفا من فقدان مصدر رزقها بل لأجل تونس التي تعيش ظرفا إستثنائيا و هو ما جعلها تقيم 48 يوما في المصنع بعيدا عن زوجها و اهلها في منطقة حاجب العيون التي تبعد 60 كم عن القيروان . و تحدث التقرير عن ظروف العمل في المصنع حيث العمل من الساعة السابعة صباحا إلى الخامسة مساء بمعدل 48 ساعة اسبوعيا مقابل 4 دينارات للساعة أي براتب شهري يقدر ب 800 دينارا تونسيا مع راحة أسبوعية مع بعض المنح و هو أجر و ان كان يعتبر الأرفع في قطاع النسيج في تونس فإنه لا يزال منخفضا . و ختم التقرير بالإشارة إلى انه خلال الموجة الاولى من الوباء لم يتمكن احد من زيارة العمال إلا رئيس الجمهورية قيس سعيد حيث كانت الزيارة بعيدة عن التعاطي الإعلامي خشية من انتقال العدوى ،ليصبح البروتوكول اكثر مرونة في الموجة الثانية حيث يسمح للعملة كل 3 أسابيع بعطلة نهاية أسبوع لزيارة أقاربهم على ان يخضعوا خلال عودتهم إلى حجر صحي ذاتي لمدة 48 ساعة و إجراء تحليل مخبري للتأكد من عدم الاصابة بالفيروس ،حيث تحدثت المراسلة الفرنسية مع احدى العاملات التي تنتظر نتيجة تحليلها خارج المعمل و بيدها حقيبتها و بطانيتها أكدت انها لا تحتاج فقط سوى لهاتفها الجوال حتى تكون على اتصال بالعالم الخارجي .