كتبه / توفيق زعفوري.. تداول اليوم نشطاء التواصل الاجتماعي فيديو اقل ما يقال فيه انه يستحق تحركا عاجلا من النيابة العمومية، فيديو لإحدى مدارس سليانة أين تجمع بعض الاهالي أمام المدرسة و منعوا مديرها من الدخول، ليس ذاك فحسب و لكن وقع تهديده أولا ثم الاعتداء عليه ثانيا بدفعه و إسقاطه أرضا أمام مرأى من المعلمين و بعض المتواطئين من الاهالي و التلاميذ، هذا المشهد في تونس بعد الثورة قد أصبح خبزا يوميا منذ سنوات عديدة و تكررت مشاهد الاعتداء على الأمنيين و الضباط الكبار و الولاة و المحامين في مشاهد سريالية غارقة في العنف و الجهل، تكررت نتيجة السكوت و المهادنة، و إرتعاشة الأيادي و عدم الرغبة في ممارسة إصلاح تربوي حقيقي، إلا أن المهادنة دفعت الرعاع إلى مزيد التطاول و حسبوا أن حِلمَ الدولة ضعفا و أنه لا قانون يعلو فوق صوتهم و ما يعتبرونه "حقا".. السيد وزير التربية، مدير المدرسة هو أحد منظوريك، و أمام ما تعرض له من إهانة، فإن أقل واجب عاجل في شأنه هو إثارة دعوى مستعجلة لدى النيابة العمومية و إيقاف المعتدين و تقديمهم للعدالة، ردا للاعتبار، و اعتبار الوزارة أيضا، فالإعتداء عليه كان أيضا إعتداء على الوزارة... الزيارات التي قمتم بها هذا الصباح إلى بعض المدارس في البساتين المروج 1 و المعهد الثانوي بالوردية أمس، زيارات محمودة و مطلوبة للإطلاع عن كثب على تقدم الأشغال و مدى إحترام البروتوكولات الصحية... ، لكننا ننتظر منكم أيضا موقفا حازما واضحا لا لبس فيه إزاء تكرر مشاهد العنف و الإهانة ضد المربين، عنف لم يعد بالإمكان السكوت عليه أو مهادنته بالقانون، بل لابد من التعاطي معه بالصرامة اللازمة و السرعة المطلوبة في إنفاذ القانون ضد هؤلاء، ننتظر منك قرارا شجاعا، نابعا من مبدأ حرصكم على صون كرامة المربي لا نابعا من ضغط نقابي ظرفي و زائل.. كل مربي داخل حرمة المؤسسة التربوية يشعر بالغبن و المهانة و الغضب الشديد لما آلت إليه الأوظاع المادية و التربوية من تردي و إنحطاط قيمة التربية و المربي معا، و عدم رغبة أغلبهم في ممارسة المهنة نظرا للمخاطر و التهديدات التي يتعرضون إليها سواء من التلاميذ أو من أهاليهم أو من الرعاع و الصعاليك في الخارج، لم تعد للتربية و المربين قيمة اعتبارية، كما في السابق للأسف، و لكن حسبك أن تبدأ العمل على ملفات قديمة و البت فيها بالنجاعة المطلوبة، فهذا وقت النجاعة و الا فإن مصيرك سيكون كسابقيك ممن مكثوا شهورا و ما أفلحوا في شيء إزاء هذه الحادثة و غيرها سوف ننتظر و نرى قبل أن نحكم...