عزالدين بوعصيدة، أستاذ تعليم عالي يوم 03 ديسمبر 2020 تدخّل النائب محمد العفّاس في مجلس نوّاب الشعب ليضيف لبنة صريحة في الصّراع الخفيّ الدّائر منذ الإستقلال حول المرجعيّات الأخلاقيّة ( محافظة عربيّة إسلاميّة من جهة و حداثيّة مغرّبة من جهة أخرى). وبطبيعة الحال انبرى المخالفون لمقولات العفّاس في التصدّي له بشدّة ( ذلك أنّ درجة الصراحة والوضوح في كلامه أرفع ممّا هو معمول به حتّى الآن). ولهم الحقّ في ذلك في تقديري إذا كان التعامل بالأدوات المسموح بها قانونا ( فمثلا مازال الكذب ممنوعا). وضع الصحفيّ محمد الخمّاسي نفسه فعليّا في خانة مهاجمة العفّاس وقد يكون تأثيثه لحصّة 11 ديسمبر على أمواج "إي آف آم" من التزاماته في هذا المضمار. أمّا الممثّلة جودة ناجح فهي وجه شعبيّ محترم يقاس عليه مجتمعيّا، هي حداثيّة بلا منازع، كذلك تصلّي و تخاف ربّي، تمشي للعمرة و تنوي الحج إلى بيت الله الحرام. ولتكون صفحة الخمّاسي ناجحة، من الضروري أن تنطق القدوة المدعوّة، جودة، من أحشائها بكلام يرفع من سخط المستمعين على النائب الهدف ويرذّل مقولاته المحمولة في خطابه. وبما أن الرياح تجري بما لا تشتهي السّفن، وجدت جودة الممثّلة نفسها، يوم 12 ديسمبر، تعتذر، عبر إذاعة "موزاييك"، لمحمد العفّاس وعائلته على ما تفوّهت به يوم 11 ديسمبر كما انخرطت في تفسير ما وقعت فية من مغالطة، وهذا مربط الفرس، فقالت:" في الكواليس قالولي كلام غالط،، ربّي يسامح اللي شحنوني في الكوليس، عطاوني معلومات غالطة قبل ما ندخل، محمّد الخمّاسي و العباد اللي قبل يعرفوا شنوّة اللي يقولولي، ورّاوني هاكه الطّريّف". و الذي يزيد في الطين بلّة انبرت الأخت جودة في تبرير مقولات العفّاس وقالت:"كلامو منطقي جدّا، ما قالش عاهرات، عاهرات قالوهالي في الكوليس، الأمّ العازبة الغير المغتصبة مرا ما تصلحش". أنهي هذة الصفحة بثلاث ملاحظات 1 – الهايكا و النقابة و أخواتهما عليلات لا بدّ من لهنّ من التدارك قبل الفناء و أظنّ أنّ الأمر ممكن إذا وقع تجاوز أساليب العهد البائد على مستوى الأفراد والعلاقات وترفيع مقاييس المهنيّة و الحياد. 2 – نصيحة لمحمّد الخمّاسي: ما زلت شابّا، لا تترك طموحك يغمض عينيك، النجاح الحقيقي يتمثّل في محافظتك على قناعاتك وتطويرها حسب مزاجك، عليك بالتحرّي الشديد في مهنة دقيقة مثل مهنتك حتّى لا تجد نفسك موصوما مثل العديد من الذين سبقوك وهم لا يقدرون على استرجاع نقاوتهم رغم ما يبذلون من جهود. 3 – إنّ قبول النائب محمد العفّاس لاعتذار جودة هو في سياق نظرته لما هو صحيح وقد يحفّز ذلك جودة ومن شابهها، وهم كثيرون، على الإنصات أكثر إلى الخطب المختلفة.