نصرالدين السويلمي مع تزايد اهتمام فرنسا بالصعود التركي الملفت و"المقلق"، أصبحت وسائل الاعلام الفرنسية أكثر دقة ومتابعة لتحركات انقرة وخاصة لشخصية الزعيم التركي رجب طيب أردوغان، حيث لا يكاد إعلام باريس يخلو على مدار الاسبوع من تقارير وبرامج ومقالات ودراسات تتناول الظاهرة التركية وتمعن في التركيز على أردوغان. ضمن المختصين الذين أصبحوا من النزلاء الشبه قارين على الاعلام الفرنسي الصحفي المختص "جان دومينيك ميرشيت" الذي قدم رؤية موجزة لكنها مركزة حول شخصية الرئيس التركي ، ولعلّ أهم ما جاء على لسانه: *الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هو الزعيم الذي غير قواعد اللعبة في ليبيا والقوقاز. *من المؤكد أن الرئيس التركي مثّل منذ 2003 شريحة واسعة في بلاده تعرضت للتهميش لسنوات طويلة. *الانقلابات العسكرية ألحقت الضرر في المسار الديمقراطي والاستقرار فيها تركيا. *أردوغان جاء إلى السلطة عندما انعكست الديمقراطية على صناديق الاقتراع، في الوقت الذي كان يواجه وصاية عسكرية في البلاد. *السبب الحقيقي وراء مماطلة الاتحاد الأوروبي منذ خمسينيات القرن الماضي ضم تركيا إليه بمختلف الذرائع، هو كون معظم سكانها البالغ عددهم أكثر من 80 مليونا، مسلمين. *في الوقت الذي أغلق الاتحاد الأوروبي أبوابه أمام تركيا، اتجهت الأخيرة نحو منطقة الشرق الأوسط، وأسيا، كما أن لها حضور مهم في إفريقيا، حيث تعد الخطوط الجوية التركية أكثر شركة طيران تسير رحلات جوية إلى قارة إفريقيا. *رغم وجود مشاكل اقتصادية لتركيا في الآونة الأخيرة، إلا أنها حققت تطورا كبيراً في التكنولوجيا العسكرية، وحققت انتصارات كبيرة في عملياتها، بفضل طائراتها المسيرة. *الرئيس التركي يمتلك جيشاً قوياً ونشطاً، ما يزيد قوة موقفه على طاولة المفاوضات، الأمر الذي يعزز دور تركيا كلاعب قوي في ليبيا، وسوريا، والقوقاز، ومناطق أخرى من العالم. *أردوغان زعيم قوي كونه يحظى بدعم شريحة المحافظين الواسعة التي تعرضت للتهميش في بلاده خلال العقود السابقة. *تدخل الرئيس التركي في ليبيا والقوقاز غير قواعد اللعبة في المنطقة، كما أن لتركيا حضور عسكري في سوريا أيضا، وتلعب دوراً محورياً في الصراع هناك بدعم من حليفتها روسيا. *لم يُغير أي زعيم تركي البلاد بهذا العمق منذ حكم مصطفى كمال أتاتورك.