وات - نفذ عدد من ممثلي المجتمع المدني والمواطنين بقصر هلال من ولاية المنستير، اليوم الأربعاء، وقفة احتجاجية أمام مقر إدارة الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه بقصر هلال للمطالبة بحقهم الدستوري في الماء الصالح للشرب وللتنديد بالقطع المتكرّر للماء وغير المعلن عنه مسبقا. وأكد الناشط في المجتمع المدني بقصر هلال، لطفي عثمان، أنّ الأهالي يعيشون معاناة كبرى منذ مطلع شهر جويلية وإلى غاية الآن نتيجة قطع مياه الشرب عنهم بدون سابق إعلام يوميا على الساعة الثانية بعد الزوال إلى غاية اليوم الموالي على الساعة الخامسة صباحا، بما يكبدهم خسائر إضافية من خلال اضطرارهم لشراء كميات كبيرة من قوارير المياه المعدنية لا سيما في ظل درجات الحرارة المرتفعة وحاجتهم الملحة للاستحمام. وذكرت سنية (ربة بيت) أنّها تعبت جدّا من هذا الوضع، حيث تضطر للذهاب إلى الجيران للتزود بماء البئر، مؤكدة أنّها شاركت اليوم في هذه الوقفة الاحتجاجية للمطالبة بحقها الدستوري في الماء حتى تتمكن من العيش بكرامة ويمكن لها الاستحمام وتنظيف منزلها الذي أصبح عبارة عن اسطبل، وفق تعبيرها، مشيرة إلى أنّ هذه المعاناة متواصلة منذ سنة 2011 وهي إلى الآن لا تفهم سببها. وطالب المواطن، صالح السويسي، الشركة بايجاد حلّ جذري للانقطاع المتواصل لمياه الشرب وبالعدالة في توزيع الماء. في المقابل، أوضح المدير الجهوي للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه بسوسة، عادل بلعيد، أنّ البلاد تشهد موجة حرّ استثنائية فاقت خلالها دراجات الحرارة المعدلات العادية ب 9 إلى 15 درجة، علاوة على أنّ "الموارد المائية المتاحة محدودة، والتي يقابلها ارتفاع الطلب على المياه بشكل كبير خاصة أننا في فصل ذروة الاستهلاك والذي أضيف له ارتفاع درجة الحرارة الاستثنائي"، وفق تعبيره. وقال، في تصريح ل "وات"، إنّ معدلات الاستهلاك كانت معقولة غير أنّ الاستهلاك ارتفع في فترة الحر المتواصل والاستثنائي، مما نتج عنه اضطرابات في التزويد بالماء وليس انقطاعات وهي في المناطق العليا وليس على جميع المناطق، مشيرا إلى أنّ مدينتي قصر هلال والمكنين سجلتا أمس انقطاع التيار الكهربائي نتج عنه انقطاع مضخات التزويد بالمياه الصالح للشرب عن العمل. وأضاف أن انحباس الأمطار متواصل منذ تقريبا سنتين بسبب التغيرات المناخية مما نتج عنه انخفاض مستوى مخزون السدود إلى حدود 35 في المائة و36 في المائة، وهي مستويات متدنية، زد على ذلك أنّ ولايات المنستير وسوسة والمهدية بصدد التزود من منظومة الشمال لعدم توفر موارد محلية ذاتية بالكمية والنوعية اللازمة حسب المواصفات التونسية، إلى جانب تزوّدها من آبار عميقة بولاية القيروان ومن سدّ نبهانة. وأبرز أن تزامن استهلاك الماء في فترة وجيزة ينجر عنه ضعف منسوب الماء واضطرابات في التزود، مؤكدا عدم وجود أي اشكال على مستوى شبكة الشركة بشأن الانقطاع المسجل أمس بالمنستير التي تضاعف عدد سكانها بثلاثة مرات خلال الفترة الصيفية. ودعا حرفاء الشركة إلى "ترشيد الاستهلاك، والابتعاد عن التبذير، والاقتصار على الحاجيات الدنيا، باعتبارها السبل الوحيدة للخروج من هذه الوضعية". وقال بلعيد إنه "لا بّد من توزيع الاستهلاك على كامل اليوم، حيث يكون الاستهلاك متزامنا حاليا خلال الفترة بين العاشرة صباحا والثانية بعد الزوال وهي الفترة التي تسجل اضطرابات". واعتبر أن المسؤولية مشتركة بين الحريف والشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه ولابّد أنّ يتفهم الحريف الوضعية، ويساعد الشركة حتى لا تقع اضطرابات في التزود بالماء". وأفاد بأنّه مع تواصل موجة الحرارة فإنّ الاضطرابات في الماء ستتواصل خلال فترة النهار، غير أنّ قطع الماء سيكون في الليل، حتى يتسنى ليمكن ملء خزانات الشركة وتزويد الحرفاء في اليوم الموالي بالماء. وأكد أنّه في حال تراجع الاستهلاك سيقع التخفيض من ساعات قطع المياه في الليل مع إمكانية الوصول إلى مرحلة التزويد بصفة مسترسلة، متوقّعا أن تعود عملية التزود إلى نسقها العادي في موفى شهر أوت الجاري. وذكر، من جهته، ذكر مدير إقليم الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه بالمنستير، نور الدّين بوميزة، في تصريح ل"وات"، أنّ الشركة انطلقت منذ 15 جوان المنقضي في قطع الماء من الثامنة مساء وإلى غاية الخامسة صباحا من اليوم الموالي، مع تسجيلهم أحيانا انقطاعات في النهار على غرار ما سجل أمس بالمنستير نتيجة حدوث كسر في أحد قنوات الشبكة. وأضاف أن الشركة تحاول دائما التدخل في أسرع وقت لحلّ الإشكال، متوقعا عودة التزود إلى نسقه العادي حال نزول الغيث وامتلاء سدّ نبهانة. وأشار بوميزة إلى إنّ "منظومة الساحل تتزود من مياه الشمال ومن القيروان ومن سدّ نبهانة، إلا أنها لم تتزود خلال هذه السنة من سد نبهانة الذي يعرف شحّا في الموارد المائية".