وكالات - أطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نهاية الأسبوع تصريحات مفاجئة، وغير مسبوقة تجاه الجزائر، متهماً الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أنه "تحت تأثير المحيطين به"، رغم العلاقة الجيدة التي قال ماكرون إنها تجمعه بالرئيس تبون. مواقف الرئيس الفرنسي جاءت الخميس الماضي وخلال لقاء مع شباب - ثنائي الجنسية أو جزائري أو فرنسي من أصل جزائري، وذلك بحسب الرواية التي نشرتها صحيفة "لوموند" ونقلها عنها اليوم السبت الموقع الجزائري "algerie 24". وأكد الرئيس الفرنسي الذي أثار ما أسماه "كراهية فرنسا"، أن المشكلة "لم تنشأ مع المجتمع الجزائري في أعماقه ولكن مع النظام السياسي العسكري الذي بني على هذا الريع التذكاري"، على حد تعبيره، قائلاً: "نحن نرى النظام الجزائري متعب والحراك أضعفه. لدي حوار جيد مع الرئيس تبون، لكني أرى أنه عالق في نظام قاسٍ للغاية". وفيما يتعلق بمسألة التأشيرات، حيث أعلنت فرنسا عن خفض بنسبة 50% في منح التأشيرات للجزائريين، قال الرئيس الفرنسي إن هذا سيستهدف بشكل أساسي "المجتمع الحاكم"، لافتاً إلى أنه "لن يكون هناك تأثير على ما نتحدث عنه. سنركز على ضمان أن الطلاب ومجتمع الأعمال يمكنهم الاحتفاظ بها. بدلاً من ذلك، سنزعج الناس في المجتمع الحاكم، الذين اعتادوا التقدم للحصول على تأشيرات بسهولة". وقال ماكرون لصحيفة لوموند إن الهدف هو إخبار "القادة" أنه "إذا لم تتعاونوا لإزالة الأشخاص غير القانونيين والخطرين، فلن نجعل حياتك أسهل". وفيما يتعلق بالتاريخ، هاجم الرئيس الفرنسي "التاريخ الرسمي" الجزائري الذي، وفق قوله، "أعيد كتابته بالكامل"، والذي لا "يقوم على الحقائق" بل على خطاب "يقوم على كراهية فرنسا". في هذا السياق، دعا ماكرون إلى إنتاج تحريري باللغة العربية و"أكثر هجومية"، لمواجهة "التضليل" و"الدعاية" في المنطقة المغاربية التي ينقلها الأتراك. حسب زعمه. كما يغامر الرئيس الفرنسي في مجال الطعن في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار، سائلاً "هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟". وتابع: "أنا مفتون برؤية قدرة تركيا على جعل الناس ينسون تماماً الدور الذي لعبته في الجزائر والهيمنة التي مارستها. ولتوضيح أننا المستعمرون الوحيدون، هذا رائع. الجزائريون يؤمنون بذلك". يذكر أن ماكرون اعترف سابقاً "باسم فرنسا" بأنّ الجيش الفرنسي "عذّب واغتال" المناضل الجزائري علي بومنجل، في العام 1957، ولم ينتحر كما تم الترويج حينها للتغطية على الجريمة. كما طلب ماكرون "الصفح" من الحركيين الجزائريين الذين قاتلوا في صفوف الجيش الفرنسي خلال حرب الجزائر، معلّناً إقرار قانون "تعويض" قريباً.