وات - تحرير أميمة العرفاوي - على بعد 35 كم من معتمدية دقاش التابعة لولاية توزر, المدينة الواحية المميزة بمقوماتها الطبيعية والتاريخية والثقافية وعلى الضفاف الشمالية لشط الجريد , تقع المحمية الوطنية بدغومس مناخ صحراوي جاف (معدل تساقط الأمطار 100 مليمتر في السنة) وظروف قاسية، محاطة بجزء من سلسلة جبال الأطلس الصحراوي، قد تخال لوهلة أن هذه المحمية التابعة لعمادة دغومس، منطقة قافرة، لتتفاجأ بخصائص ثرية ومتنوعة لعل أهمها ندرة الحيوانات التي تعيش فيها. وتعتبر المحمية بخصوصية مخزونها النباتي و الحيواني، محضنة فريدة، مقارنة ببقية محميات البلاد التونسية إلا أنها تناشد التثمين والدعم حتى تشع وطنيا و عالميا. "من زار دغومس كأنه شق الجريد كله" هكذا استهل رئيس دائرة الغابات بولاية توزر محمد الدبابي، حديثه عن المحمية التي يعود إحداثها إلى سنة 2010على مساحة 8 آلاف هكتار. و بين في تصريح ل( وات) أن المحمية بعثت بمقتضى الأمر الرئاسي عدد 568 بتاريخ 29 مارس 2010، في ما انطلقت الأشغال منذ سنة 1995 وشملت أساسا تهيئة بعض أبراج المراقبة و زرائب تأقلم للحيوانات وتتميز محمية دغومس ذات التنوع الإيكولوجي الخاص, بثلاث منظومات بيئية وهي المنطقة الجبلية على مساحة 3800 هكتار و السهول 3 آلاف هكتار إلى جانب المساحة المنخفضة المالحة 1200 هكتار و أضاف الدبابي، أن المحمية تحتوي على أكثر من 200 نوع نباتي نادر من بينها » الطلح » و»الرتم» و»العلقة» و»الجداري» و»الشبرق الأصفر » و»الشقارة العفينة» و»الأزهار البنفسجية». و فيما يتعلق بإعادة توطين عدد من الحيوانات , أشار المسؤول إلى أنه تم الانطلاق منذ سنة 2004 في إعادة توطين حيوان "مها أبو حراب" ب24 رأس ليتكاثر و يقارب 120 رأس كذلك هو حال "غزال الدوركاس " الذي حل بالمحمية سنة 2006 في المقابل انطلقت التجربة مع" طائر النعام ذو العنق الأحمر" سنة 2012 ليبلغ عدده حاليا 23 طيرا ،علاوة عن تواجد عدة حيوانات أخرى تتأقلم مع طبيعة المحمية على غرار الأرو و ابن أوى و الضربان وأكد الدبابي، أن الهدف الأساسي من إحداث هذه المحمية يكمن في حماية مختلف أصناف النباتات المحلية التابعة للضفة الشمالية لشط الجريد والأصناف النادرة مثل نبات الطلح فضلا عن تدعيم السياحة الايكولوجية بالمنطقة و المحافظة على حيوانات نادرة في طريقها إلى الانقراض. و أشار إلى أنه بالرغم من تنوع مخزونها النباتي والحيواني تقتصر الزيارات على عدد من الباحثين خصوصا الأجانب و بعض التلاميذ و الطلبة وإلى جانب مخزونها النباتي والحيواني، تحتضن المحمية أيضا، متحفا تم تشييده سنة 2017 ليعكس عراقة المنطقة ويعد نقطة إشعاع و تحسيس خاصة لدى الأطفال قصد ترسيخ قيم المحافظة على البيئة وأوضح أن المشروع مكسب للجهة بإمكانه توفير مواطن شغل غير مباشرة لعدد هام من متساكني منطقة دغومس والمناطق المجاورة من خلال استقطاب الزائرين سواء المحليين أو الأجانب وهو ما يستوجب حلولا جذرية على مستوى التشريعات و القوانين قصد حلحلة الإشكاليات المتعلقة بامكانية فتح المحمية للعموم وتابع الدبابي، قائلا "هناك عدة أفكار لمشاريع في مجال السياحة الإيكولوجية ولكن هذه المشاريع تتطلب دعما للبنية التحتية المهترئة نأمل أن يتوفر في يوم ما" من جهته , أفاد رئيس بلدية دقاش ,كمال الخالدي، في لقاء ب(وات) أنه لا يمكن ادراج المحمية ضمن المسلك السياحي للبلدية (تم إعلانها بلدية سياحية منذ سنة 2019 في انتظار استكمال الاجراءات المتعلقة بها )، باعتبار أن المحمية تابعة للمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية ولا يمكن الولوج اليها الا بترخيص مما يستوجب تنقيحا في التشريعات و القوانين من جهة أخرى كشف تقرير تحصلت موفدة(وات) على نسخة منه أن الحديقة تشق عدة أودية متفاوتة الأهمية تم استغلال إحداها لإنشاء بحيرة جبلية تسع أكثر من 50000م3 من المياه مستغلة في الوقت الحالي. في المقابل بلغت نسبة تقدم إنجاز بحيرة ثانية على وادي تمويت 85 بالمائة بالإضافة إلى تهيئة 7 نقاط لتجميع مياه الأمطار ووفق نص التقرير, تساهم كمية المياه المستوعبة في توفير جزء هام من ماء الشراب للحيوانات و تعهد الغراسات الحديثة بالري أما الجزء الآخر فيقع توفيره بواسطة صهريج مجرور لكنها و تحتضن المحمية بعض الآثار التي لا تزال قائمة، تستوجب مزيد العناية و الدراسة وهي موجودة بوادي الشيخ و تمزيت، كدليل على تعاقب عدة حضارات بهذه المنطقة و لعل من أهمها الحضارة الرومانية