خلال مشاركتها في افتتاح أشغال قمة "المحيط الواحد" بمدينة بريست الفرنسية، أكدت رئيسة الحكومة نجلاء بودن رمضان في كلمتها على أهمية انعقاد هذه القمة التي توفر منبرا للنقاشات والمحادثات حول التحديات البحرية العديدة التي يواجهها العالم، من أجل إيجاد الحلول الناجعة بطريقة تشاركية. واعتبرت رئيسة الحكومة أن البحر كان ولا زال جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي التونسي، ومحركًا أساسيًا لاقتصادها ومصدرًا مهمًا للدخل لشريحة كبيرة من سكانها، مضيفة بأن تونس، مثل بقيّة بلدان البحر الأبيض المتوسط، الواقعة على الساحل الجنوبي خصوصا، تعاني من ضغوط بيئية هائلة وهي من بين البلدان الساحليّة الأكثر تأثراً بتغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي. ... واعتبرت رئيسة الحكومة أنه لا يمكن أن تكون الجهود الوطنية كافية في مواجهة التكلفة الهائلة للاستثمارات والابتكارات التكنولوجية الضروريّة لجعل البحر حلاً مستدامًا للانتعاش الاقتصادي، لذلك فإن تحقيق هذا الهدف يجب أن يراعي حتميّا الفجوة القائمة بين قدرات البلدان وأن يأخذ في الاعتبار التحديات التي تواجهها البلدان النامية، خاصة وان التحديات أصبحت أكثر صعوبة بسبب الضغوط الصحية والاجتماعية والاقتصادية والمالية غير المسبوقة التي سببتها جائحة كورونا. ودعت رئيسة الحكومة المجتمع الدولي إلى أن يسارع بإحداث شراكة عالمية عبر اعتماد تمشي تشاركي تحت رعاية الأممالمتحدة، معتبرة أن وعينا بالحاجة الملحة للحفاظ على بحارنا يجب أن يشجعنا على الانخراط بحزم في شراكات تضامن ومتعددة الأطراف على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية لضمان المصالح الحيوية لجميع الدول. ماكرون يستقبل بودن وكان الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، استقبل رئيسة الحكومة نجلاء بودن، التي وصلت مدينة بريست الفرنسة، الجمعة، للمشاركة في قمة "المحيط الواحد"، وفق ما أفادته رئاسة الحكومة. وشارك في هذه القمة، التي نظمت من 9 إلى 11 فيفري 2022، عدد من رؤساء الدول والحكومات ورؤساء المنظمات الدولية وبنوك التنمية والمنظمات غير الحكومية. وأوضح الموقع الإلكتروني،" الديبلوماسية الفرنسية"، أن القمة الدولية تأتي في اطار رغبة فرنسا في تعزيز تعددية الأطراف الفاعلة والناجعة استكمالًا لمؤتمر قمة الكوكب الواحد، وهو ما يندرج في إطار الدبلوماسية الزرقاء التي يتطلع الرئيس الفرنسي إلى انتهاجها.. وأكد المصدر ذاته، أن العديد من رؤساء الدول والحكومات المشاركين سيقطعون التزامات تقوم على رؤية مشتركة للمحيطات والحلول التي ينبغي استنباطها بغية التصدي للضغوط الناجمة عن تغيّر المناخ والتلوث بشتى أنواعه والاستغلال المفرط للموارد البحرية. وستدعم الالتزامات التي ستقطع خلال مؤتمر قمة المحيط الواحد برنامج عمل عالمي حاسم استهل في المؤتمر العالمي لحفظ الطبيعة الذي عقد في سنة 2021، وسيتواصل من خلال جمعية الأممالمتحدة للبيئة التابعة لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة التي ستعقد في نيروبي، والدورة الخامسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة بشأن التنوع البيولوجي التي ستعقد في كونمينغ في الصين، وقمة الأممالمتحدة بشأن المحيطات التي ستعقد في شهر جوان 2022 في لشبونة، ومؤتمر الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ الذي سيعقد في شهر نوفمبر2022 في شرم الشيخ في مصر، وفق المصدر ذاته.