أحيى الفنان رؤوف ماهر، مساء الاثنين ثالث سهرات الدورة الحادية والعشرين لمهرجان المدينةمنوبة مثبّتا خطوة جديدة في مسيرته الفنية الصاعدة، والحافلة بالنجاحات.. بطابعه الفني الخاص، وروح اهازيج البوادي وفيافي الصحراء، ذهب الفنان رؤوف ماهر أصيل الجنوب التونسي، بقوة حنجرته وصفائها وطول النفس، بعيدا إلى الأعماق، مستحضرا عبر جملة من اغانيه الخاصة واشهر الاغاني في الجنوب، ذاكرة الامكنة والازمنة، وصورا للتامل والحلم والحنين. وعلى إيقاع الالحان البدوية والتراثية، أصغى جمهور مهرجان المدنية لما بين الحروف في فلكلور شعري وغنائي مثخن بجمال التعابير والكلمات والصور، ولما بعد رنين الصوت وتعابيره. ... وولج مع كل لحن إلى عمق غناء الصوت البدوي الذي تلونت في ادائه رسائل الحب للمراة في مختلف تجلياتها ،من الامّ، للاخت للحبيبة، بتعابير متنوعة من قبيل " ريحة امي" و "وخّيتي" و"بنت امي" ، فاظهرتها مرة في ثوب "الملكة" واخرى "المظلومة"، ووصفتها ب"الصنديدة"، وب"سمحة "الطلّة" و"الغزيّلة" وغيرها من مفردات المديح والتغزل التونسية الاصيلة . مشاعرسكنت مرة، وانتفضت مرارا بين باقة اغانيه المعروفة ، انتشى بها الجمهور وأرجعته الى أصالة الكلمة واللحن ودودة الأداء على غرار "كوني صنديدة" و"يا المظلومة" و "الملكة" و"مولات القربة " واستساغوا معانيها معبرين بترديد كلماتها معه، والتمايل وبالتصفيق الحار مع نهاية كل اغنية. لم يخل المزيج الموسيقي الذي قدمه والذي تضمن اغان تراثية ذات ثقل تاريخي وإشعاع فني على غرار "على الجبين عصابة "و"ريت النجمة" ، من لمسات التعبير الحسّي والطابع الفني الاصيل الذي يميزه. وابدى رؤوف ماهر في تصريح لوات خلال نهاية الحفل، اعتزازه بالسهرة العائلية الاولى في منوبة، التي جمعته في قصر قبة النحاس بجمهوره من مختلف الشرائح العمرية ، فرددوا معه كلمات اغانيه المستلهمة من الموروث الفني في الجنوب التونسي، وابدوا تعطشا لالوان الفن الاصيل النابضة صدقا والنابعة من عمق الوجدان. واكد أن جولته الفنية المبرمجة خلال الشهر الكريم ستختتم مساء غد الاربعاء بسهرة لفائدة المقيمين بدار المسنين تتميز بطبوع تونسية ومقامات صوفية في عرض طربي بعنوان « سماع العاشقين » لفرقة الألفة النسائيّة بقيادة الفنانة ألفة البواب القوبنطيني. واعلن رؤوف ماهر عن الانتهاء من اغنية جديدة ستكون هدية عيد الفطر لجمهوره على ان ينطلق بعدها في جولة فنية في الخارج تلاقيه بجمهوره في ايطاليا وفرنسا.