تحت عنوان" تحديات التعليم في العام العربي وآفاق الإصلاح"، انطلقت اليوم الثلاثاء، نظم قصر العلوم بالمنستير فعاليات مؤتمر دولي، بالشراكة مع المعهد التركي العربي الافريقي للدراسات الاستراتيجية، الذي يتواصل طيلة يومين، بمشاركة باحثين من تونسوالجزائر والمغرب والعراق وفلسطين والأردن، وفق المدير العام لقصر العلوم، صالح نصر. وأوضح رئيس المعهد التركي العربي الافريقي للدراسات الاستراتيجية، محمّد العادل، أنّ هدفهم الأساسي من تنظيم هذا المؤتمر هو طرح قضية هامّة ومصيرية وهي سياسات ومناهج التعليم في الوطن العربي، إذ لابّد من طرح مبادرات صادرة من العقل العربي مباشرة لاصلاح مناهج التعليم الذي يغرس الهوية الوطنية ويلتصق التصاقا فعليا بالمقومات الحضارية والثقافية لأي بلد، مع الانفتاح على العالم والتعاون معه. ويعدّ هذا المؤتمر هامّ جدّا، حسب المندوب الجهوي للتربية بالمنستير، الحبيب الحدادي، لإيجاد الحلول لتحديات التعليم والتحرك بسرعة للالتحاق بالثورة العلمية والتكنولوجية، معتبرا أنّ من خصائص التعليم في العالم العربي تدني نوعيته، وضعف الطالب، وضعف المتابعة. ... وأضاف، أن الوضع الراهن يتطلب مراجعة المناهج وتطويرها، والتأهيل التربوي للمدرس، وتقييم التحدّيات التي تواجه المنظومة التربوية للارتقاء بالمتلقي والتعليم إلى مرتبة الشريك الفاعل مع المؤسسة العالمية، ودعم التعاون بين القطاعين العام والخاص لمزيد الارتقاء بالمنظومة التربوية في العالم العربي، وضرورة مساهمة المجتمع المدني في المساعدة للنهوض بقطاع التعليم. من جانبه، لاحظ رئيس جامعة المنستير، الهادي بلحاج صالح، ان التنمية لا تتحقق إلاّ بدعم التكوين والتعليم بمستوياته المختلفة وخاصة المتقدمة منها، مشيرا الى انه وأمام تسارع التغييرات فلابّد من التعاون لتقديم للمجتمع خريجي مؤسسات تعليم عالي قادرين على التجديد والتفاعل مع محيطهم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ومع التغييرات المتسارعة ومواكبتها. وقال العميد السابق لكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة ورقلة بالجزائر، بوحنية ابن أحمد قوي، في تصريح ل(وات)، لأنه يوجد اختلال في عملية التكوين في حدّ ذاتها، وإشكال كبير في تسيير قطاع التعليم العالي وفي العلاقة بين المؤسسة التعليمية والبحثية وسوق الشغل. وأضاف، انه يجري ممارسة الإصلاح في التعليم العالي أو في التربية في دول كبرى، وهو ضرورة إذ أنّ سوق العمل يتغير ويتطوّر وللتعليم غايتين سواء التكوين حسب حاجيات سوق العمل أو إنتاج عقول تنتج معارف مستقبلا وتفكر وفق استراتيجية بعد 50 سنة و70 سنة، لإمكانية ضمان مكانة في سوق عالمية شديدة التنافسية، وهو ما يتطلب، وفقه، التفكير بشكل مشترك نظرا لتقارب المنظومة التعليمية نوعا ما بكل من الجزائروتونس والمغرب. وأكد بوحنية قائلا "نحن لا ننتج شهادات وإنمّا ننتج قيمة معرفية لها علاقة حقيقة بالقدرة التنافسية العالية" وبالتالي هناك إصلاحات كبرى على مستوى تسيير المسار المهني لأستاذ التعليم العالي وتسيير مسار المؤسسة التعليمية والمؤسسات البحثية والرهان الكبير هو كيفية تحقيق الجودة في التعليم العالي وكيف يكون للطلبة مستوى عال من التفكير بشكل عالمي مع ضرورة محاولة توفير قدر الإمكان الحافز المادي وهامش الحرية البحثية الأكاديمية دون قيود ودون ضوابط إلاّ ضابط الأخلاق والضابط المعرفي". ودعا ذات المتحدث، في سياق متصل، إلى ضرورة إعادة الهندسة التعليمية البحثية، قائلا إنّ الجامعة اليوم في حاجة إلى الانفتاح على التجارب العالمية الكبرى لتطور نفسها باعتماد منظومة تقييم ذاتي وتقييم خارجي للمؤسسة التعليمية لتكون معتمدة وفقا لمعايير الجودة العالمية وعندها تصبح عملية الإصلاح مستمرة"، مرجحا أن يتوج عن هذا المؤتمر بنتائج مهمّة من شأنها الإرتقاء بقطاع التعليم العالي. تابعونا على ڤوڤل للأخبار