شدّد السيد البشير التكاري وزير التعليم العالي والبحث العلمي على أن عزل المعرفة الدينية عن سياق الخطاب الأكاديمي العالمي يؤدي الى انحرافات وعواقب وخيمة على المجتمعات. وأضاف خلال افتتاحه ندوة «تدريس العلوم الدينية في مؤسسات التعليم العالي» أمس الثلاثاء أنه من الخطإ الاعتقاد أن العلوم الدينية في تراثنا العربي الاسلامي قد شكّلت نظاما معرفيا مغلقا لا يحتاج الى إضافة. وواصل قائلا إن «إعادة النظر باستمرار في المناهج والبرامج المرتبطة بمنظومات العلوم الدينية ضرورة لا مناص منها وإن الوعي العميق بأهمية التعليم الديني في مؤسسات التعليم العالي يجعلنا غير قادرين على مواجهة مختلف التحديات.. فلا يمكن تدريس العلوم الدينية بمعزل عن واقع المجتمعات الانسانية ودون الانفتاح على مختلف التطورات العلمية». قطيعة وقال السيد سالم بويحيا رئيس جامعة الزيتونة ان مؤسسات التعليم الديني تعيش قطيعة وعزلة عن الواقع المتطور والعالم المتحرك. وأضاف انه من الضروري النهوض بهذه المؤسسات وتطوير مناهجها وبرامجها لتضطلع بمسؤولياتها في تكوين أجيال منفتحة بعيدة عن التطرف وتتوفر على مقومات التوازن. ودعا رئيس جامعة الزيتونة إعادة ترتيب مناهج عمل مؤسسات التعليم الديني لتنسجم مع المعايير الدولية للتعليم العالي. لم تُواكب التطورات ممثل المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» السيد يوسف أبودقّة نبّه الى أن أساليب تدريس العلوم الدينية في كثير من البلدان الاسلامية لم تواكب التطورات الحاصلة في عالم الرقميات والتكنولوجيات الحديثة والاتصال، رغم الحاجة المتزايدة الى التغيير والارتقاء بما تفرزه هذه الأساليب. «ثقافة الممنوع» وفي محاضرته حول «التحديات التي تواجه مؤسسات التعليم العالي الديني» تساءل رئيس جامعة العلوم الاسلامية العالمية بالأردن عبد الناصر أبو بصل عمّا إذا كانت الجامعات الاسلامية تقوم بأدوارها أم لا؟ ولماذا هناك قصور في التعليم بالبلدان الاسلامية؟ وهل البحث العلمي الديني يقوم بخدمة المجتمع؟ وغيرها من التساؤلات. وحدّد أبو بصل جملة من التحديات التي تواجه مؤسسات التعليم العالي الديني، وأبرزها ضرورة ممارسة الشفافية والصراحة في التعاطي مع التعليم الديني وعدم تكريس «ثقافة الممنوع» بل عرض الواقع كما هو والانطلاق منه وإليه. كما أشار الى تحديات التحديث والمعاصرة وإعادة تنظيم محتوى المناهج وتجويد وتطوير أساليب التعليم وضرورة الانفاق على التعليم الديني مثله مثل سائر مجالات التعليم. وستتواصل ندوة «تدريس العلوم الدينية في مؤسسات التعليم العالي» حتى يوم غد بمقر رئاسة جامعة الزيتونة، ويحضر ها عدد من الباحثين والأساتذة الجامعيين الى جانب مسؤولين عن عدد من الجامعات بالأردن والجزائر وفرنسا وسوريا والمغرب ولبنان وايطاليا وايران وتونس. ويواكب هذه الندوة عدد من الطلبة والأساتذة الجامعيين بكل من قصر العلوم بالمنستير وجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة بالجزائر من خلال تقنية المحاضرات المرئية.