استعرض خبراء مختصون، خلال يوم إعلامي تحسيسي انتظم، اليوم الثلاثاء، بالمعهد الوطني للزراعات الكبرى ببوسالم من ولاية جندوبة، أهمية زراعة السلجم الزيتي، أو ما يعرف بالكولزا، ودوره في منظومة الزراعات الكبرى، وآفاق تطويره، إضافة الى الاصناف المتداولة وعناصر إنجاح عملية البذر والمتطلبات البيئية والغذائية لزراعة السلجم الزيتي ومكافحة الأعشاب الضارة بالمزارع المخصّصة له. وتكمن أهمية السّلجم الزيتي، حسب الخبيرة في الزراعات الكبرى، هبة الفضلاوي، في قدرته على تحسين مردودية الزراعات التي تليه وقدرته على صيانة المادة العضوية في التربة وزيادتها (30 كلغ ازوت في الهكتار)، والتقليص من استعمال السماد الازوتي، وموازنة استهلاك العناصر الغذائية في التربة، وزيادة الاستفادة من الغذاء الموجود في الطبقات المختلفة من التربة، والترفيع في مردودية القمح، إلى جانب تأثيرها على الآفات الزراعية والاعشاب المضرّة بالحبوب على غرار مرض تعفّن الجذور ومرض جرب السنابل ونبات البروم. وتتكون بذرة السّلجم الزيتي، التي تزرع بداية من منتصف شهر أكتوبر الى نهاية شهر نوفمبر، والتي تتأقلم مع الظروف البيومناخية للبلاد التونسية، وفق ما أكدته هبة الفضلاوي ل"وات"، من نحو 42 بالمائة زيت، وأكثر من 55 بالمائة من مادة الفيتورة وهي مادة علفية تقدم للحيوانات. وزراعة السلجم الزيتي انطلقت في تونس منذ سنة 2014 بمبادرة مشتركة بين وزارة الفلاحة واحدى الشركات الخاصة، وقد شهدت المساحات المخصّصة لهذه الزراعة تطوّرا واضحا، اذ ارتفعت من 463 هكتارا سنة 2014 الى 14331 هكتار خلال موسم 2020- 2021 ليرتفع بموجب ذلك الإنتاج من 610 أطنان سنة 2014 الى نحو 18502 طن لموسم 2020 -2021، كما شهد عدد الفلاحين هو الاخر تطورا ملحوظا، اذ ارتفع عددهم من 55 مزارعا سنة الانطلاق الى 402 خلال الموسم المنقضي، وفق ما ورد في وثيقة وزّعت على الحاضرين في هذا اليوم الإعلامي. ... ويعمل شركاء منظومة الزراعات الكبرى على بلوغ 150 الف هكتار في افق 2025 بما يضمن التخفيف من استيراد الزيت النباتي وتوفير العلف الحيواني، مع استغلال أكبر للأراضي الزراعية، كما يحافظ شركاء المنظومة على دعم الفلاح بالبذور والمداواة والاسمدة وهو ما يفسر اقباله المتزايد على هذه الزراعة في ظل الارتفاع المشط لمدخلات الإنتاج، بحسب رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بجندوبة لطفي الجمازي. تابعونا على ڤوڤل للأخبار