من منتج فلاحي يمثل ميزة منطقة بني خداش الجبلية بولاية مدنين، ومن مشغل تنموي، تحول الغربوز (التين المجفف) إلى منتوج ثقافي ثمن التراث فأثث مهرجان الغربوز ببني خداش وشيئا فشيئا بدأ يشق خطاه ليدرك هذه السنة دورته الخامسة، داعيا ضيوفه وجمهوره الى كسب الرهان فتصبح تنمية المجال ضمانة لاستقرار الاجيال. جاءت هذه الدورة الجديدة حاملة بين طياتها فقرات ثرية ومتنوعة جمعت بين الثقافي التنشيطي والفني وبين التنموي والفكري فاعدت مجموعة من الفقرات منها الكرنفال ومعرض وعروض فنية غنائية ومسرحية وشعرية، علاوة على توفير جانب ترفيهي استطلاعي للتعريف بمعالم تاريخية ضاربة في القدم تحكي ماض عريق لمعتمدية بني خداش فيما تضمن الجانب الفكري عددا من الندوات وفق طارق المحظاوي مدير المهرجان. واضاف ان هذا المهرجان حاول ان يلبي كل الأذواق وكل الفئات ليجد الجميع ضالته في تظاهرة يأمل منظموها إلى أن ترتقي الى مهرجان متوسطي امام اشتراك بلدان حوض المترسط في انتاج التين، وفق تعبيره. ... وانطلق المهرجان يوم امس الثلاثاء بفقرات تنشيطية وعروض فرجوية واكبها جمهور غفير أقبل بكثافة ليفي بوعده في ان يكون وفيا لتظاهرة تنشط المنطقة وتخلق فيها أجواء متميزة يترقبها اهالي بني خداش كبارا وصغارا للاستمتاع وللفرجة كما تمثل مكونا ورافدا لدفع وتنشيط السياحة الثقافية بعد ان اصبحت بني خداش وجهة اساسية للسياحة البديلة في تونس ذاع صيتها دوليا عبر وجهة الظاهر . ومع هذه الاجواء التنشيطية الاحتفالية المعلنة عن انطلاق الدورة انتظم معرض يجسد الدور الاقتصادي للمهرجان فكان فرصة لاكثر من 70 عارضا لتقديم منتوجات مختلفة منها الحرفي الذي تضمن منتوجات الصناعات التقليدية الجبلية بالخصوص بايادي نسائية واخر لمنتوجات شجرة التين بكل مشتقاتها واهمها الغربوز والشريح والرب والعنقود ومنوجات أخرى بيولوجية. استمد المهرجان تسميته من الغربوز الذي تختص بإنتاجه بني خداش حيث تم تسجل الغربوز في التراث الوطني بعد عمل ميداني وعلمي كبير على امل ان يسجل هذا المنتج والمهرجان ضمن قائمة اليونسكو للتراث الانساني وهو مطمح المجتمع المدني ببني خداش وجمعية صيانة القصور والمحافظة على التراث التي تراهن على الغربوز منتوجا فلاحيا ومهرجانا يعد مثالا حيا على فعل الثقافة في التنمية وفق الهاشمي حسين منسق العلاقات الخارجية في المهرجان. يربط مهرجان الغربوز الجانب الثقافي بالتنموي في كل دوراته، ومع كل دورة يترسخ هدف منظميه في تحقيق هذه المعادلة في أن تكون الثقافة في خدمة التنمية والتنمية في خدمة الثقافة، فقد نجح في دورته السابقة في ان ينجز بتمويل من منظمة فرنسا مشروع تثمين غربوز الحوايا ببني خداش الذي استهدف تكوين 30 شابا في مجال الغراسة والتصنيع والترويج قاموا بغراسة 2000 شجرة تين نجحت رغم قساوة المناخ ليحقق المشروع هدفه في انتظار استكمال اهدافه بتاسيس تعاضدية انتاج الغربوزمن شباب بني خداش وفق الهاشمي حسين. ويواصل المهرجان مع هذه الدورة الجديدة مجال البحث والتفكير لتثمين التين واعادة غراسته مع المحافظة على الاصل المحلي الذي يصمد في مواجهة التغيرات المناخية وتثمين معارف بني خداش في طرق ووسائل تثمين التين وذلك في ندوتين تحمل الاولى عنوان "تثمين التين بالمناطق الجافة: بني خداش نموذجا" والثانية تتناول مسألة التغيرات المناخية وتأثيرها على الانتاج الفلاحي. ويستهدف طرح هذه المواضيع، وتعميق البحث في شأنها بالاستئناس بخبراء ومختصين وبعروض بحوث طلبة جامعيين، انطلاق الاشتغال على اعداد ملف التسمية المثبتة للاصل لغربوز بني خداش لتكون شهادة عبور له نحو التصدير ودخول الأسواق العالمية وهو ما يتطلب حتما التكثيف والتصنيع والتسويق وفق الدكتور حسين. تابعونا على ڤوڤل للأخبار