حول ظاهرة سرقات الكوابل والأسلاك الكهربانية والتعرف على مخلفات هذه الظاهرة على المستوى الإقتصادي والوطني إلتقت جريدة الاعلان مدير توزيع الكهرباء والغاز بالشركة التونسية للكهرباء والغاز الذي أفاد بأن سرقة النحاس أصبحت في السنوات الأخيرة ظاهرة بأتم معنى الكلمة حيث يتم أسبوعيا تسجيل ما بين 3 و 4 سرقات كوابل وأسلاك كهربائية في مختلف أنحاء البلاد. مضيفا أنه خلال سنة 2009 تم تسجيل 200 سرقة كشف خلالها فقط عن خمس سرقات رغم ما تبذله //الستاغ // من جهود لمراقبة شبكتها التي تبلغ حاليا 140 ألف كلم لكن رغم كل هذه المجهودات إلا أنها لا تستطيع مراقبة كل الخطوط خاصة وأن عمليات المراقبة تكون بالليل بما أن هذا النوع من السرقات لا يقع إلا في ساعات متأخرة من الليل ويشير نفس المصدر أن دوريات المراقبة الخاصة بالستاغ تقوم بهذه العمليات بالتعاون مع الدوريات الأمنية لكن نجاح هذه العصابات في سرقة الأسلاك الكهربائية وتخصصهم في هذا الميدان صعب الأمر على هذه الدوريات وقلص من عمليات كشفهم حتى بات هذا الأمر مثيرا للخوف ومدعى لضرورة التصدي له بكل حزم. أما بخصوص الخسائر التي تخلفها سرقة الأسلاك الكهربائية فقد أفاد مصدر شركة الكهرباء أن هذه العمليات كثيرا ما ينجر عنها سقوط للأعمدة الكهربائية وهي ما يجعل من عملية إرجاع الكهرباء عبارة عن أشغال جديدة لتزويد منطقة بالكهرباء. ويمكن أن تدوم هذه الأشغال عشرة أيام على أقصى تقدير ويضيف في نفس السياق انه منذ سنة 2001 الى سنة 2009 تم سرقة أكثر من 2400 كلم من الخطوط الكهربائية أي ما يعادل تقريبا 500 طن من النحاس وتقدر كلفة الأضرار الناتجة عن عمليات السرقة ما يناهز 5 مليارات وهي مبالغ كبيرة كان من الممكن استغلالها لتنوير المناطق غير المتصلة بالشبكة الكهربائية والبالغة نسبتها 0.05% أي ما يعادل 16 ألف مسكن دون تنوير /مساكن مشتتة/ بكلفة 110 مليون دينار . تتتعات عدلية وعن نسب ارتفاع هذه السرقات أفاد مصدر شركة الكهرباء أن حصيلة سرقات النحاس هذه السنة لم ترتفع لكنها مازالت تشهد نفس النسق وقد تم تسجيل عدة سرقات في الأسابيع الفارطة فمنذ أسبوعين تم تسجيل حالة وفاة في جهة الكاف أثناء قطع أسلاك كهربائية كما تم منذ أسبوع تسجيل محاولة سرقة بجهة القيروان لكن في الأيام القليلة الفارطة تم تسجيل سرقة 2700 متر في جهة زغوان دون الكشف عن أصحاب الفعلة وأسبوعيا يتم رصد عدة حالات دون إيجاد حلول للحد من هذه الظاهرة...