كلّ عمل إبداعيٌّ هو مهما كان شكله أدبي أو مسرحي أو سينمائي أو فن تشكيليّ هي سلاح أعزل في المقاومة من أجل البقاء وإثبات للوجود، ذلك هو الموقف الذي أجمع عليه المتدخّلون في ندوة فكرية بعنوان "الأدب وجودٌ ومقاومةٌ"، وانتُظمت مساء اليوم الجمعة بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة ضمن فعاليات الدورة الثانية عشرة لمعرض مدينة تونس للكتاب (2 – 24 فيفري 2024). هؤلاء المفكرون والكتّاب الذين أثثوا هذه الندوة الفكرية التي أدارها الكاتب صالح مصباح، هم الروائي والكاتب الفلسطيني توفيق فيّاض والدكتور مبروك المناعي والدكتور عبد العزيز لبيب والشاعرة سندس بكار. استهلّ الكاتب الفلسطيني توفيق فيّاض مداخلات الندوة الفكرية بالعودة إلى أولى تجاربه القصصية التي نشرها سنة 1953 لما كان عمره 14 سنة. وتحدث فيها عن تشريد الفلسطينيين سنة 1948. يقول فيّاض في مداخلته: "اليوم لم أعد استطيع الكتابة فماذا سنكتب؟ ولذلك لا تلوموا كاتبا فلسطينيا لم يكتب فكل شيء كتب عنه... اليوم أصبحنا كلنا نصرخ بسبب العدوان الغاشم للاحتلال على غزة وآخرها مجازر جديدة في رفح". ... وتمحورت مداخلة الدكتور مبروك المناعي حول الشعر فعل للمقاومة. وقد لاحظ أن الشعر هو تجسيم لرغبة الانسان في تحويل الواقع الذي يكتنفه إلى إطار يحتمل العيش. وهو جهد يرتبط بالكلمة كسلاح أعزل لتغيير الواقع المادي. ويُضيف أيضا أن تعويل الإنسان على الكلمة يقتضي منه أن يُدخل على هذه الكلمة تكييفات معينة مما يجعل من هذه الكلمة ناجعة في مواجهة قوى الشر وللظلم والهيمنة على البشر. ويرى مبروك المناعي أن القواعد الشعرية اليوم أصبحت تعتبر من الجماليات الشعرية لأن الإنسان القديم كان يفكر في نجاعة الكلام فقط ونجاعة الفنون ولا يعير لا ذكر لمصطلح الجمالية قديما. واستشهد ببعض الأمثلة التي ذكر من ضمنها الغناء الذي كان يستعمل لتسكين الجراح. واختارت الشاعرة سندس بكار أن تتلو على مسامع الحاضرين مقتطفات من قصائدها، فقرأت أمام جمعٍ من الحاضرين من قصيدتها "أحزان وردة" و"شهقة والبدء". أما أستاذ الفلسفة عبد العزيز لبيب، فقد تحدّث عن طفرة المقاومة بأشكال متعدّدة ومختلفة منذ بدء معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، وما رافقته من اعتداءات صهيونية غاشمة على قطاع غزّة. وقد لاحظ أن هناك كثافة غير مسبوقة عند العرب على مستوى الإبداع واستخدام أساليب متنوعة على عديد المحامل منها الالكترونية منها الصور والفيدويوهات، وهو ما كسر الحصار عن الفلسطينيين في التعبير عن وجودهم على أرضهم وفضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي المنتهكة لكل الجوانب الإنسانية والأخلاقية. ويعتبر أن المقاومة الإبداعية ومنها الشعر الذي لم يعد حكرا على النخبة، وهو ما ساهم في كسر حالة العزلة وخلق وعيا كبيرا حول مساندة القضية الفلسطينية. تابعونا على ڤوڤل للأخبار