تثير سياسة حكومية تشجع الأئمة على إلقاء خطابات التسامح والاعتدال في المساجد والإعلام جدلا في صفوف التونسيين. وزير الشؤون الدينية بوبكر الأخزوري استضاف ورشة عمل في مايو تشجع الأئمة على نشر قيم التآلف والرحمة والتعاون في خطب الجمعة وفي برامجهم على الإذاعة والتلفزيون. ليلى مباركي أستاذة في التربية الإسلامية قالت "إنه خطاب سليم لأنه ينبذ التطرف ويسعى إلى ترسيخ الاعتدال. وأضافت "الأسلوب المعتمد هو الأقرب لعقول المتلقين، كونهم ينتمون لفئات مختلفة ومستويات علمية متنوعة". وترى ليلى في الشيخ محمد مشفر خطيب ومقدم برامج دينية في الإذاعة والتلفزيون أنه مثال جيد وأن "أسلوبه البسيط لا يتعارض مع الدين ولا مع الذوق العام". زميلها الأستاذ زياد كيلاني قال "الخطاب الديني في الإعلام التونسي خاصة يتميز بأسلوب تعليمي قريب وسهل الاستيعاب لجميع الفئات الاجتماعية وخاصة الطبقة الشعبية". كيلاني قال إن مشفر يستمد "معجمه اللغوي من العامية البسيطة والقريبة من المواطن" ويضيف زياد أن مثل هذا الخطاب معتدل "بحكم أن تونس بلد تعتمد الاعتدال في تطبيق الإسلام". فيما ينتقد آخرون طريقة تناول الإعلام للدين. شوقي عبد الناظر محامي قال لمغاربية "الخطاب الديني في تونس خطاب مناسباتي ويخدم أصحاب السلطة فقط أي أنه خطاب ممنهج حسب مصالح الأقلية". وأضاف أن البرامج الدينية "لا تفقر ولا تغني من جوع وهي بعيدة كل البعد عن واقع المسلم في تونس وفي سائر البلدان". الشيخ مشفر يرد على منتقديه خطاب الشيخ محمد مشفر بين الاكبار والاستنكار الشيخ مشفر في جبة وردية محمد صحافي مكلف بإعداد صفحات دينية قال إن الخطاب الديني في تونس خاصة في وسائل الإعلام خطاب سطحي، وفيه الكثير من البساطة، وهو مراقب ولا يمكن أن يتجه عكس توجهات السلطة. وأضاف الصحفي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه للحفاظ على خصوصيته أن الإعلام الديني "يمكن بواسطته تربية الناشئة وتوجيه المجتمع لاعتماد الاعتدال في ممارسة العقائد الدينية في تونس". وترى لبنى عون إحدى المتابعات للبرامج الدينية أنها لا تتابع مثل هذه البرامج في وسائل الإعلام التونسية لأنها غير مقنعة بالنسبة لها وأنه لا يوجد "مقدمين مقنعين في تونس على غرار ما يوجد في الشرق والخليج العربي من خلال الفضائيات". عون لا تتابع الشيخ مشفر "لأن خطابه بسيط وفيه الكثير من التهريج، فأسلوبه الخطابي يعتمد لغة عامية ومبسطة مغرقة في الابتذال". وأضافت أنه على المقدمين الاعتماد على الخشوع والدقة في إعطاء المعلومات للمتلقي. الشيخ مشفر أوضح لمغاربية أنه اعتمد أسلوبه الخاص للتواصل مع الشباب. وقال "إنني أمضي وقتا كثيرا وأنا أفكر في الطريقة التي يمكن بها ومن خلالها زرع حب الله وحب نبيه في قلوب الشباب باستعمال لغة تجعلهم مقبلين لا مدبرين"، مضيفا أنه في إحدى المرات أراد أن يشرح للشباب كيفية غسل الميت فجاء بدمية وقطعة قماش". واسترسل مشفر "أقلب في مراجع علماء الأندلس المشهود لهم بالوسطية والاعتدال والتنوير الفكري وأتابع القنوات الفضائية والأفلام وأناقشها خلال الدروس التي أقدمها في المسجد". وختم "نقول دائما أن القرآن والسنة صالحان لكل زمان ومكان إذا فهم المسلمون ذلك". هدى الطرابلسي/ مغاربية/ ----------------- script type=''text/javascript'' src=''swfobject.js''script type=''text/javascript''var s1 = new SWFObject(''player.swf'',''player'',''580'',''280'',''9'');s1.addParam(''allowfullscreen'',''true'');s1.addParam(''allowscriptaccess'',''always''); s1.addParam("wmode","transparent");s1.addVariable("channel", "17399");s1.addVariable("plugins", "ltas");s1.addVariable("file","../video/machfar.mp4");s1.addVariable("image","../3/machfar11.jpg");s1.addVariable("skin","http://www.babnet.net/skin/nacht.swf");s1.addVariable("logo","http://www.babnet.net/3/logo3.jpg");s1.write(''mediaspaceddff'');