نظّمت جامعة قابس بالشراكة مع عمادة المهندسين التونسيين، اليوم الجمعة، بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بتطاوين، ندوة الجنوب العلمية حول علاقة الترابط المستدامة بين المياه والطاقة، وذلك في اطار احتفالات الجامعة بالذكرى العشرين لتأسيسها. وتضمن برنامج هذه الندوة عدة مداخلات علمية حول الاهداف والسياسات والتوجهات والاستراتيجية الوطنية للمياه وترابطها مع الطاقة، وتطوير الطاقات المتجددة والهيدروجين الاخضر وترابطها مع المياه، والترابط بين الطاقة والمياه في ظل التغييرات المناخية والاقتصادية، وحول مقاربة نيكسوس لتنمية مستدامة في منطقة مطماطة بالجنوب التونسي، وحول اليات تمويل البحث التشاركي ودور البحث العلمي التنموي في ايجاد حلول مبتكرة من اجل مواجهة الاجهاد المائي والطاقي، وحول برامج التكوين المستقبلية بجامعة قابس المتعلقة بالترابط بين المياه والطاقة والتنمية المستدامة. كما اطّلع الحاضرون على تجربة محلية ناجحة حول الترابط بين الماء والطاقة والبيئة لجمعية مواطنة وتنمية مستدامة بتطاوين وتحلية المياه وافاق الاستغلال الفلاحي لمشروع "سولار تاك بجرجيس، إلى جانب مداخلة لرئيس جامعة قابس كمال عبد الرحيم حول تقدم مشروع المركز الاعلى للطاقة المتجددة بتطاوين. ... وتحدث رئيس مجلس علوم الهندسة بعمادة المهندسين والوزير السابق، سليم شورى، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للانباء، عن مشروع المركز الاعلى للطاقة المتجددة وقال إنه مشروع عملاق مقترح منذ حوالي 10 سنوات، ويمثّل مركز تميز في الطاقات المتجددة كبديل للطاقات التقليدية (غاز وبترول)، وسيكون مختصا في التكوين والبحث العلمي والابتكار وتشريك المؤسسات الصناعية في منظومة الطاقات المتجدّدة التي تحافظ على النظام البيئي. وأكّد شورى أن رئاسة الحكومة مهتمة بهذا المشروع، حيث تم تخصيص حوالي مليون دولار للقيام بالدراسة لتحديد جدوى هذا المشروع الذي تتبناه جامعة قابس على مستوى ولاية تطاوين ويحظى ايضا بدعم كبير باعتبار تطاوين عاصمة الطاقة في بلادنا ومحل اهتمام كبير على المستويين الوطني والدولي في علاقة بمستقبل الطاقة، مشدّدا على اهمية هذا المشروع بالنسبة للمهندسين الذين سيكونون قاطرة التنمية في هذا المجال والقلب النابض لهذا المشروع. من جهته، صرّح رشيد بن دالي، الخبير في مجال الطاقة والمسؤول السابق بوزارة الصناعة والطاقة والمناجم، أن التحوّل المناخي أثّر كثيرا على الطاقة التي أصبح استخراجها مقيّدا بمحاذير تفرض معادلة صعبة في التوفيق بين توفير الطاقة اللازمة والتقليص من الانبعاثات، وهو ما يسعى التحوّل او الانتقال الطاقي إلى تحقيقه من خلال التقليص من الطاقات الاحفورية التقليدية والتوجه نحو الطاقات النظيفة واعتماد النجاعة الطاقية باعتبارها ركيزة السياسات المستقبلية في العالم. وأكد بخصوص غاز "الشيست" أن تونس لم تقتحم مجال الاستكشاف والانتاج واقتصرت على اطلاق دراسة بهذا الخصوص، مشيرا إلى أن الاطار التشريعي للطاقات المتجددة وضع سنة 2015 وبما انه مشروع جديد فإنّه يتطلب وقتا واجراءات، ومع ذلك فقد انطلقت بعد عدة مشاريع وعلى الدولة التسريع في النسق بايجاد مناخ استثماري ملائم وجلب المستثمرين حتى تحقّق الهدف المنشود في إنتاج أكثر من 30 بالمائة من الطاقة النظيفة في افق 2030. تابعونا على ڤوڤل للأخبار