أخبار تونس - تشغل ظاهرة التغيرات المناخية اهتمام القاصي و الداني المواكبين لهذه الظاهرة العالمية لانعكاساتها المحتملة على المنظومات والموارد الطبيعية، وباعتبار تونس من البلدان الحريصة على دعم علاقات التعاون في هذا المجال مع جميع الهيئات الدولية من أجل تفعيل واستغلال الآليات المتاحة للتقليص من انبعاثات غازات دفيئة وتطوير استعمال الطاقات البديلة والمتجددة ودعم البحث العلمي والتطبيقي في هذا المجال، أقامت مدينة العلوم وشركة التصرف في القطب التكنولوجي ببرج السدرية يوم الخميس 7 جانفي 2010 ندوة حول التغيرات المناخية وتحول دورة الماء و الآليات والتقييم والتأقلم. وأشرف على المحاضرة السيد توشيو كواك الأستاذ بجامعة طوكيو “اليابان”، و عضو ناشط في النظام العالمي لملاحظة الأرض ومجموعة من الخبراء الحكوميين حول تطور المناخ. وتطرق المحاضر الياباني إلى العلاقة القائمة بين دورة الماء التي تعتبر المكون الأساسي للنظام البيئي والظاهرة الكونية للتغيرات المناخية معتبرا أنها علاقة سببية تفرض على المجموعة الدولية تشخيص مقاربات علمية واقتصادية وسياسية جديدة للتأقلم مع التغيرات المناخية والتقليص من انعكاساتها السلبية. وأوضح في ذات السياق، مدى ترابط الظواهر الطبيعية على غرار الفيضانات والتصحر وارتفاع مستوى البحار والتساقطات المطرية الأكثر تواترا وغزارة في بعض مناطق العالم. وكدعوة توجه بها ضيف تونس إلى الحاضرين، أوصى بضرورة القيام بعملية تحسيسية واسعة النطاق لسكان المعمورة حول ضرورة ترشيد استغلال المياه مبينا أهمية اعتماد سلوكيات وممارسات مسؤولة جديدة والعمل على تغيير العلاقة بين الإنسان والمحيط. ويذكر أن سيادة الرئيس زين العابدين بن علي كان أقر «إرساء مؤسسة اقتصادية صديقة للبيئة ونشاط اقتصادي يعزز التنمية المستدامة» ضمن برنامجه المستقبلي 2009 2014. كما تم إحداث مكتب وطني لمتابعة تنفيذ آلية “التنمية النظيفة” وإعداد “حافظة مشاريع وطنية” تتضمن أكثر من 50 مشروعا للتخفيض من الانبعاثات الغازية الدفيئة بالخصوص في مجال التصرف في النفايات والتحكم في الطاقة وتطوير الطاقات المتجددة والغابات والنقل والأساليب الصناعية. و تم منذ سنة 2008 إعداد خطة عمل لتعزيز تأقلم المنظومات الطبيعية والقطاع الفلاحي مع التغيرات المناخية تهدف بالخصوص إلى إرساء نظام إنذار مناخي مبكر ودعم التصرف في الموارد المائية وتطوير الآليات المؤسساتية والحوافز المالية والبحث العلمي ومنظومة التأمين.