اختتمت الجمعية التونسية "المعالم والمواقع" تظاهرة شهر التراث الفلسطيني اليوم السبت 18 ماي بفضاء مركز الموسيقى العربية والمتوسطية "النجمة الزهراء" بسيدي بوسعيد، بتنظيم ندوة حملت عنوان "الموسيقى في خدمة النضال الفلسطيني". واستهلّ الدكتور عبد العزيز الدولاتلي رئيس الجمعية التونسية "المعالم والمواقع" أشغال هذه الندوة بتقديم لمحة عن اغتيال القيادي الفلسطيني أبو جهاد بسيدي بوسعيد يوم 16 أفريل سنة 1988. وقال إن أبا جهاد واسمه الكامل خليل إبراهيم محمود الوزير، كان وراء التخطيط للعديد من العمليات الاستشهادية ضد الاحتلال الإسرائيلي في الداخل والخارج، بصفته المسؤول العسكري في حركة فتح، وكان له دور في الدفاع عن بيروت أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان سنة 1982، وفي عمليات نفذت بعد الخروج من العاصمة اللبنانية والتمركز في تونس. وقال إن عملية اغتيال خليل الوزير تمّت من قبل عناصر في الموساد الإسرائيلي بعد أن أصابوه ب 75 رصاصة في بيته وأمام أنظار عائلته، فيما كان أبو جهاد مسلّحا بمسدّس. ... وتحدّث الدولاتلي عن خصال أبو جهاد وعن مسيرته النضالية وعن حياته، فهذا الرجل من مواليد 10 أكتوبر سنة 1935 في مدينة الرملة. بعد استيلاء الإحتلال على الرملة عام 1948، طردوا أهلها منها، ولجأت عائلة خليل الوزير إلى قطاع غزة، واستقرت في مخيم البريج. وأضاف أن أبا جهاد واصل دراسته الثانوية في القطاع، ثم التحق بجامعة الإسكندرية في مصر، وانتقل في عام 1959 إلى الكويت حيث عمل مدرسا حتى عام 1963. وفي الكويت أسس مع رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، منظمة "فتح" بشقيها السياسي والعسكري. وذكر أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لئن اعترفت سنة 2012 بمسؤوليتها عن حادثة الاغتيال، فإن السلطة الفلسطينية نفت ذلك و صرّحت أن مجموعة من العملاء هم من قاموا بهذه العملية. وفي مداخلة لها بعنوان "الموسيقى في خدمة النضال الفلسطيني، محطات وإبداع"، لاحظت مديرة مركز الموسيقى العربية والمتوسطية "النجمة الزهراء" سلوى حفيّظ أن الأغنية تظلّ تحوّلا من تحولات الحس الوجداني المجتمعي. وقدّمت نماذج على ذلك فذكرت الفنانة صليحة من تونس وكوكب الشرق أم كلثوم من مصر. وبيّنت أن الفعل الموسيقي المقاوم لا ينحصر في الموسيقى الملتزمة والموسيقى الوطنية فحسب. واعتبرت أن الغرب مثلا كانوا يوظفون الفنون ولا سيّما الأغاني الأوبرالية للإشادة بما يعرف لديهم ب "رمزية الفرسان الذين سيحرّرون القدس" وفق مخيالهم. وأكدت على أن الفعل الموسيقي يظل رمزا للمقاومة والصمود. وتمحورت مداخلة المؤلف الموسيقي والمايسترو محمد القرفي حول "التراث السمفوني الفلسطيني". وقال إن التراث الموسيقي الفلسطيني لا يمكن حصره في طابعه الفلكلوري فحسب، بل يهم أيضا الإبداع الموسيقي بمختلف أنماطه. واستحضر أعمال الموسيقار الفلسطيني "أوغسطين لاما" الذي يعتبر أب الموسيقى الفلسطينية الحديثة والذي ارتبط اسمه أيضا بالنهضة الموسيقية في فلسطين وتتلمذ على يده العديد من الموسيقيين أمثال يوسف خاشو (مؤسس سمفونية القدس)، سلفادور عرنيطة وفؤاد نخلة ملص. ويعتقد محمد القرفي أن ثقافة الإحباط هي التي سيطرت على العقول العربية فأضرّت بالقضية الفلسطينية. وعاد أيضا بالحديث عن تجربته في العروض التي قدّمها ومنها ما يتضمّن فقرات موسيقية عن القضية الفلسطينية. فكان أول عمل له لجلال النقاش سنة 1969 ضمن فعاليات ألفية القاهرة، حيث كانت هدية تونسلفلسطيني نشيد "يا فدائي للشاذلي أنور. ويضيف القرفي: "بعد ذلك كانت الأعمال محتشمة عن فلسطين ولا تجلب الانتباه". وأضاف أن أول عمل له عن فلسطين كان سنة 1977 ضمن اختتام مهرجان الحمامات الدولي من خلال مسرحة قصائد فلسطينية ثم تأسيس فرقة الموسيقى العربية في ماي من سنة 1977. وقدّم الدكتور محمد الهادي بن جعفر مقطوعة موسيقية من تأليفه وألحانه وأدائه حملت عنوان "أين المفرّ" وهي أغنية مصوّرة إيقاعاتها حماسية. وقد ذكر محمد الهادي بن جعفر في مداخلته أن الموسيقى تمّ توظيفها منذ القدم لتحفيز الجيوش على لقتال. وأكد على أن الكلمة واللحن والصورة هي مستويات تجعل من العمل الموسيقي متكاملا ومؤثرا، داعيا إلى حسن توظيف هذه المستويات للانتصار لقضايا الشعوب ونصرتها. وتجدر الإشارة إلى أن تظاهرة "شهر لتراث الفلسطيني" نظمتها الجمعية التونسية "المعالم والمواقع" ودار الكتب الوطنية بالتعاون مع مكتبة مدينة تونس دار ابن عاشور ومركز الموسيقى العربية والمتوسطية "النجمة الزهراء" من 20 أفريل إلى 18 ماي 2024. تابعونا على ڤوڤل للأخبار