عاشت مدينة صبراتة غرب ليبيا صباح اليوم الجمعة، الموافق لأول أيام عيد الأضحى، على وقع اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة بين مجموعات مسلحة في منطقة الدبابشة، أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، وسط ذعر واسع في صفوف المدنيين. وأكدت مصادر محلية أن الاشتباكات اندلعت بعد ساعات قليلة من هدوء نسبي أعقب مواجهات دامية عرفتها المدينة ليلة الخميس، وذلك عقب هجوم شنّته مجموعة مسلحة من مدينة الزاوية على مصيف ليبرتون، الذي يُعد أحد أبرز معاقل أحمد الدباشي الملقب ب"العمو"، المطلوب دوليًا بتهم تتعلق بالإرهاب وتهريب البشر وجرائم ضد الإنسانية. خلفيات التصعيد: الهجوم جاء كرد فعل على اتهام العمو بالتورط في مقتل الشاب محمد الخضراوي من الزاوية، ما دفع أقارب الضحية إلى تنفيذ هجوم مسلح استُخدمت فيه قذائف صاروخية وأسلحة ثقيلة، وأسفر عن حرائق ودمار واسع شمل عدداً من المباني المحيطة، فيما تصاعدت أعمدة الدخان في سماء المدينة. حصيلة أولية للضحايا: * من أبرز القتلى: * عبدالرحمن محمد الدباشي الملقب ب"القوقل" * عبدالرزاق اللسايني المعروف ب"التشتو" * شخص ثالث يُعرف بلقب "سي سي" كما نُقل عدد من المصابين إلى مستشفى ليبي-ألماني، فيما لا يزال آخرون في عداد المفقودين نتيجة الفوضى. استنفار إنساني: أعلن الهلال الأحمر الليبي حالة الطوارئ، مطالبًا بفتح ممرات آمنة لإجلاء الجرحى والعائلات المحاصرة، في حين أُغلقت جميع الطرق المؤدية إلى وسط المدينة. ودعت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان المواطنين إلى التزام منازلهم، مشددة على ضرورة حماية المدنيين وتمكين فرق الإنقاذ من التحرك. كما أطلقت جمعية الهلال الأحمر رقماً للطوارئ وأطلقت نداء استغاثة لتسهيل عمليات الإجلاء. انفلات أمني خطير: في تطور مقلق، أكد شهود عيان فرار عدد من المهاجرين غير النظاميين من مراكز احتجاز طالها القصف، مما فاقم من الهشاشة الأمنية والإنسانية في المدينة. ووصف السفير الليبي الأسبق لدى مجلس الأمن، إبراهيم الدباشي، المشهد في صبراتة ب"المأساوي"، قائلاً: "ضاعت فرحة العيد وسط الرصاص والمصفحات، وتحولت أجواء العيد إلى ساحة حرب" أزمة بنيوية: تأتي هذه الأحداث لتؤكد مجددًا حجم التحديات التي تواجه ليبيا في ظل استمرار فوضى السلاح وهيمنة المجموعات المسلحة، في وقت تُقدَّر فيه عدد قطع السلاح المنتشرة خارج سيطرة الدولة ب أكثر من 29 مليون قطعة. وفي المقابل، شهدت العاصمة طرابلس ومدن أخرى احتجاجات شعبية نددت بسيطرة التشكيلات المسلحة، مطالبة بتفكيكها وإعادة بناء مؤسسات الدولة الأمنية على أسس وطنية موحّدة.