في رسالة مؤثرة، دعا الدكتور الجراح محمد علي شوشان الكفاءات الطبية والعلمية التونسية بالخارج إلى العودة إلى أرض الوطن والمساهمة في تطوير المنظومة الصحية، مستعرضًا تجربته الشخصية كنموذج حي على نجاح هذا التوجه. مسيرة علمية ومهنية بين تونس وأوروبا الدكتور شوشان تلقى تكوينه الطبي بين تونس، فرنسا، وإنجلترا، وعمل لسنوات في أكبر مستشفيات باريس ولندن، وتخصّص في جراحة اليد وجراحة العظام. ورغم المكانة التي بلغها في أوروبا، قرر العودة إلى تونس، واختار مستشفى تطاوين ليكون فضاءً لتطبيق خبراته المتراكمة ومواجهة التحديات على أرض الواقع. أخبار ذات صلة: محمد علي شوشان طبيب تونسي يقدّم تقنية جراحية مبتكرة في مؤتمر عالمي بباريس... عمليات متقدمة وإشعاع طبي من الجنوب منذ عودته، أجرى الدكتور شوشان سلسلة من العمليات الجراحية الدقيقة والمتطورة، رغم محدودية الإمكانيات في مستشفى تطاوين. من أبرز هذه العمليات: زرع إصبع مقطوع لطفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات، باستخدام الجراحة المجهرية (Chirurgie Microscopique*)، حيث كللت العملية بنجاح باهر. تحرير العصب في اليد باستعمال المنظار (Release du Nerf Median sous endoscopie*)، وهي تقنية تُعد نادرة في شمال إفريقيا، ما جعل تطاوين من أولى المناطق التي تعتمدها وفق المعايير الأوروبية. * جراحة الحوض المعقدة، وجراحة المرفق والرسغ، بالإضافة إلى استخدام تقنية التخدير الموضعي WALANT التي تتيح إجراء العمليات دون تخدير كلي، بما يسمح بخروج المريض في نفس اليوم. تضحيات في العيد وخدمة لأهالي الجنوب رغم حلول عيد الأضحى، فضّل الدكتور شوشان البقاء في تطاوين، نظرًا لما تشهده الفترة من كثرة إصابات اليد. فخلال أيام قليلة، عاين: * أكثر من 400 مريض بين العيادات الخارجية وقسم الاستعجالي. * أجرى أكثر من 35 عملية جراحية، بينها معقدة ودقيقة. * قدّم استشارات طبية في عدة معتمديات، بينها بني مهيرة. كما ساهم في رقمنة الخدمات الصحية، من خلال تطوير نظام إلكتروني للوصفات والسجلات الطبية، في خطوة نحو مستشفى رقمي نموذجي في تونس. رسالة أمل ودعوة للعودة وفي ختام رسالته، وجّه الدكتور شوشان نداءً واضحًا للكفاءات التونسية بالخارج: "أقل ما يمكن أن نقدمه لأنفسنا ولوطننا هو أن نعود، ونعمل، ونثابر، ونصبر، ونبذل أقصى الجهد بكل جد وإخلاص." هذه التجربة ليست مجرد قصة نجاح شخصية، بل هي رسالة وطنية نبيلة تعكس عمق الانتماء وصدق الرغبة في التغيير من الداخل، رغم كل التحديات.