كأس الاتحاد الافريقي: هزيمة الملعب التونسي أمام أولمبيك أسفي المغربي 0 - 2    عاجل: الإعدام و68 سنة سجناً لعناصر إرهابية تورطت في هجوم بولعابة بالقصرين    العميد حسام الجبالي: قوات الحرس الوطني أمنت 100 الف طن من المواد الخطرة في مقر المجمع الكيميائي    المحرس.. تلاميذ البكالوريا بمعهد علي بورقيبة دون أستاذ في مادة رئيسية    عاجل: تونس والجزائر وليبيا تحت تأثير موجة جوية عنيفة: استعداد لمواجهة الأمطار والسيول    نفس الوجوه تجتر نفسها .. هل عقرت القنوات التلفزية عن إنجاب المنشطين؟    صفاقس تستقبل موسم الزيتون ب515 ألف طن .. صابة قياسية.. وتأمين المحصول ب «الدرون»    بعد العثور على جثة خلف مستشفى المنجي سليم ..أسرار جريمة مقتل شاب في المرسى    مع الشروق : سياسة البلطجة    نابل تختتم الدورة 11 لمهرجان الهريسة .. نكهة وتراث    البطولة العربيه للكرة الطائرة الشاطئية (رجال): المنتخب التونسي يكتفي بالميدالية الفضية بخسارته في النهائي امام نظيره العماني    عاجل: بتكليف من قيس سعيّد...لقاء تونسي -صيني لإنهاء تلوّث المجمع الكيميائي بقابس!    كتائب القسام: سنسلم جثتين لأسيرين من أسرى الاحتلال تم استخراجها اليوم    دميترييف: العمل على فكرة النفق بين روسيا والولايات المتحدة بدأ قبل 6 أشهر    عاجل/ انزلاق حافلة تقل معتمرين..وهذه حصيلة الجرحى..    عاجل/ الاحتلال يواصل خرق اتفاق وقف اطلاق النار ويغلق معبر رفح..    منوبة: انتفاع 426 تلميذا وتلميذة في دوار هيشر والبطان بخدمات قافلة لتقصّي ضعف البصر ومشاكل الأسنان    معرض لمنتوجات الكاكي بنفزة في إطار الدورة الحادية عشرة لمهرجان "الكريمة"    تأهيل وحدات إنتاج المجمّع الكيميائي بشاطئ السّلام بقابس محور لقاء وزير التجهيز بسفير الصين بتونس    صفاقس: المسرح البلدي يحتضن سهرة طربية نسائية دعما للعمل التطوعي    عاجل: إعلامية عربية تتعرض لحادث سير مروع في أمريكا    ارتفاع مرتقب للاستثمار في الصناعات الكيميائية والغذائية في السداسي الثاني من 2025    زغوان: إحداث 5 مناطق بيولوجية في زراعات ضمن مشروع التنمية والنهوض بالمنظومات الفلاحية    مسرحية "جرس" لعاصم بالتوهامي تقرع نواقيس خطر انهيار الإنسانية    كأس السوبر الإفريقي - نهضة بركان على أتم الاستعداد لتحقيق اللقب (المدرب معين الشعباني)    مجلس نواب الشعب : جلسة عامة الإثنين للحوار مع الحكومة حول "الأوضاع بجهة قابس"    قطيعة منتظرة بين الإتحاد المنستيري ومنتصر الوحيشي    بعد أن شاهد فيلم رُعب: طفل يقتل صديقه بطريقة صادمة!!    معهد الرصد الجوي للتوانسة : برشا مطر اليوم و غدوة..!    التوأمة الرقمية: إعادة تشكيل الذات والهوية في زمن التحول الرقمي وإحتضار العقل العربي    إمرأة من بين 5 نساء في تونس تُعاني من هذا المرض.. #خبر_عاجل    عاجل: تونس على موعد مع الشيخوخة... 20% من السكان مسنّين بحلول 2029!    عاجل/ وزير الإقتصاد يُشارك في اجتماعات البنك العالمي وصندوق النقد.. ويجري هذه اللقاءات    البرتغال تمنع النقاب في الأماكن العامّة    عاجل/ فلّاحو هذه الجهة يطالبون بتعويضات..    مشروع قانون المالية 2026: رضا الشكندالي يحذّر من "شرخ خطير" بين الأهداف والسياسات ويعتبر لجوء الدولة للبنك المركزي "مغامرة مالية"    ترامب يفرض رسوما جمركية جديدة على الشاحنات والحافلات    بطولة كرة السلة: برنامج مباريات الجولة الأولى إيابا    أبطال إفريقيا: تشكيلة الترجي الرياضي في مواجهة رحيمو البوركيني    إصدارات: كتاب في تاريخ جهة تطاوين    رئيس الجمهورية: نعمل على إيجاد حلول عاجلة وشاملة للتلوّث في قابس    امكانية إضطراب على مواعيد سفرات اللود بين صفاقس وقرقنة بسبب سوء الاحوال الجوية    انتاج الكهرباء يرتفع الى موفى اوت المنقضي بنسبة 4 بالمائة    "أمك من فعلت".. رد صادم من متحدثة البيت الأبيض على سؤال صحفي    عاجل/ الوضع البيئي والاحتجاجات في قابس: هذا ما طرحه رئيس الدولة..    اليوم: الامطار متواصلة مع انخفاض درجات الحرارة    عاجل/ الجزائر: حالتا وفاة بهذه البكتيريا الخطيرة    انتخاب التونسي رياض قويدر نائبا أوّل لرئيس الاتحاد العالمي لطبّ الأعصاب    نجاح جديد لتونس..انتخاب أستاذ طب الأعصاب التونسي رياض قويدر نائبا أول لرئيس الاتحاد العالمي لطب الاعصاب..    عاجل: الكاتب التونسي عمر الجملي يفوز بجائزة كتارا للرواية العربية 2025    محافظ البنك المركزي من واشنطن: تونس تتعافى إقتصاديا.. #خبر_عاجل    ماتش نار اليوم: الاتحاد المنستيري في مواجهة شبيبة القبائل الجزائري..التشكيلة والقناة الناقلة    عاجل: شوف المنتخب التونسي في المرتبة قداش؟    لطفي بوشناق في رمضان 2026...التوانسة بإنتظاره    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    خطبة الجمعة .. إن الحسود لا يسود ولا يبلغ المقصود    5 عادات تجعل العزل الذاتي مفيدًا لصحتك    الزواج بلاش ولي أمر.. باطل أو صحيح؟ فتوى من الأزهر تكشف السّر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القذافي ينتقد بشدة منظمة التجارة العالمية والبنك الدولي وصندوق النقد
نشر في باب نات يوم 30 - 11 - 2010

وهدد القذافي في مستهل القمة الأوروبيين بوقف فوري لجهوده في الحد من الهجرة غير الشرعية من أفريقيا إلى دول الاتحاد الأوروبي إذا لم يدعمه الاتحاد في ذلك ماليا وتقنيا.
وقال القذافي أمام وزراء ورؤساء دول وحكومات نحو 80 دولة إنه في تلك الحالة ستصبح قارة أوروبا "المسيحية البيضاء" "سوداء".
وذكر القذافي أن بلاده تريد من الاتحاد الأوروبي 5 مليارات يورو على أن تقوم بلاده في المقابل بوقف قوارب تهريب البشر التي تنطلق من السواحل الليبية إلى أوروبا.
ووصف القذافي إيطاليا في خطابه الافتتاحي بالشريك التعاوني الحقيقي الوحيد لليبيا في الاتحاد الأوروبي.
وطالب القذافي بمقعد دائم لأفريقيا في مجلس الأمن، محذرا من عدم اتباع الدول الأفريقية لقرارات الأمم المتحدة حال عدم حدوث ذلك.
كلمة الزعيم الليبى معمر القذافى
بسم الله .
إبني العزيز الرئيس "علي" الذي يعمل الآن نيابة عن رئيس الإتحاد الإفريقي ، الصديق رئيس المجلس الأوروبي ، السادة رؤساء مفوضيتي الإتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي ، الأشقاء الأفارقة ؛ والأصدقاء الأوروبيون ؛ وضيوفنا المحترمون :
أرحب بكم بإسم الشعب الليبي ؛ وبإسم إفريقيا ؛ وبإسم ممالك إفريقيا التقليدية وملوكها التقليديين الذين أرأسهم ، ونعبر عن سرورنا لتلبية الدعوة لهذه القمة شبه العالمية بين القارتين الإفريقية والأوروبية ؛ القمة الثالثة .
ونحيي أخانا العزيز رئيس وزراء البرتغال " سقراطس " الذي ترأس قمتنا السابقة ، وتابع مقرراتها وأعمالها بنشاط ، نشكره على ذلك .
نرحب بكم في ليبيا بوابة إفريقيا الشمالية ، وبوابة الهجرة الإفريقية أيضا
ليبيا التي كان يُطلق إسمها على إفريقيا كلها ؛ كل إفريقيا كان إسمها ليبيا ، هذا البلد الذي يمتد قرابة 2000 كيلومتر على الشاطيء الجنوبي للبحر المتوسط ، من أجل ذلك يستحق أن يكون بوابة إفريقيا الشمالية بالفعل ، وبوابة الهجرة الإفريقية إلى أوروبا كذلك .
هذا البلد الذي تعّرض إلى أكثر من 13 عملية غزو عبر البحر المتوسط في الماضي .
قبل "معمر القذافي" ؛ وقبل الثورة ؛ وقبل الإرهاب ؛ وقبل النفط وقبل الغاز ، لعلمكم ؛ إنه تعرّض لأكثر من 13 عملية غزو من الخارج مُسجلة في التاريخ ، من البحر ؛ أقصد من الشمال .
ليبيا البلد الذي إذا ذكرتم كلمة الرياضة في جميع لغات العالم ، تذكروا إحدى المدن الليبية ، وهي صبراته وقبيلة صبراته التي إنطلقت من هنا من ليبيا إلى سيشيليا ، ثم إنتقلت إلى اليونان بلاد الإغريق ، وأسست مدينة إسبرطة .
يعني تحريف قليل ل "صبراته" ، ومنها سُميت الرياضة بإسم هذه القبيلة الليبية " قبيلة صبراته" .
وكلمة " سبورت " جاءت من " صبراته" ، وكل العالم عندما يذكر الرياضة ؛ يذكر إحدى المدن الليبية وإحدى القبائل الليبية وهي "صبراته" .
وعندما تذكرون الصحراء ، فإن العالم كله في لغاته يذكر كلمة " DESERT " فهذه إحدى المدن الليبية وهي " سرت" .
" DESERT " يعني "SERT oF " ، عندما يلتقي البحر بالأرض الجرداء ، سميت بعد ذلك بالصحراء ، فكلما نذكر الصحراء ، نذكر " DESERT " ؛ نذكر سرت .
وكلما نذكر " ٍSPoRT" ؛ الرياضة ، نذكر صبراته .
هذا البلد الذي أنجب مدينة لبدة الليبية ، التي أنجبت "سبتيموس سفيروس" الذي أصبح إمبراطورا على روما ، وهو إمبراطور ليبي ، وأصبح إمبراطورا على روما وليبيا ومصر.
وهذا البلد الذي يحتضن رفات الرسول "مرقس" في الجبل الأخضر ، الذي بعثه المسيح عليه السلام ليبشر بدينه في الجبل الأخضر ، وبجانبه إحتضن رفات "رويفع الأنصاري" أحد أنصار النبي "محمد" صلى الله عليه وسلم .
وهكذا هذان الجثمانان الطاهران ، يرقدان في ليبيا : جثمان الرسول "مرقس" ، وجثمان "رويفع الأنصاري".
يشرفها أن تحتضن ، هذه القمة العظيمة ؛ قمة الإتحاد الأوروبي والإتحاد الإفريقي .
لقد تحدثنا في قمتين ماضيتين ، بأن كنا نلتقي للأسف في الماضي في ميادين القتال ، والآن نحمد الله أننا نلتقي في هذه المائدة المستديرة لنتعاون ؛ ونؤكد الصداقة ؛ ونعمل من أجل التنمية ؛ ومن أجل السلام ؛ ومن أجل الأخوة ، وهذا تحول عظيم نشكر الله عليه .
نعتبر إفريقيا وأوروبا ، هما العمود الفقري للعالم ، وبالتالي نحن نمثل قوة أساسية في العالم .
فإذا إتفقنا معاً وتعاونا معاً ، سيكون لنا تأثير كبير في مجريات الأحداث في العالم على كل الصعد .
لكن التعاون هو أساس فاعليتنا ، فإذا كنا قادرين على التعاون فيما بيننا ؛ سنكون مؤثرين في العالم ، أما إذا فشل التعاون بيننا ، سيكون تأثيرنا ضعيفا .
أنا أعرف أننا بدأنا بسلسلة من الاتفاقيات بين أوروبا وإفريقيا ، ولكن هذه الإتفاقيات للأسف الشديد ؛ حتى الآن كانت مجرد حبر على ورق .
نتمنى أن نرى عملا ملموسا في تعاوننا هذا .
بدأنا من ياوندي عام 63 " اتفاقية ياوندي" ، فشلت ياوندي ، ثم ذهبنا إلى لومي ؛ لومي واحد واثنين وثلاثة وأربعة ، وفشلت لومي ، ذهبنا إلى كوتونو واحد واثنين إلى آخره .
وكانت هناك محاولات أخرى ناقصة ، لا تشمل إفريقيا ؛ مثل برشلونة والإتحاد من أجل المتوسط .
فشلنا للأسف حتى الآن من ياوندي إلى غاية كوتونو ، في تحقيق أي شيء يذكر .
ولازلنا لم نحقق شيئا للأسف ، خاصة ؛ بعد أن أنحرف التعاون الإقتصادي ؛ الذي كنا نسير في طريقه ، إلى الأمور السياسية .
عندما دخلت السياسة وأصبح الكلام عن النظم الداخلية ؛ وعدم إحترام ثقافات الشعوب ودرجة تطورها وخصوصياتها ، بدأ يفشل الإقتصاد ؛ لتحل محله المحاولات السياسية ؛ التي هي أيضا فاشلة .
الذي يشغلنا الآن ؛ وينبغي أن نهتم به ، هي قضايا أساسية ؛ من غير التعاون الإقتصادي الذي قد حكمنا عليه بأننا فشلنا في ذلك ؛ ودخلنا في مشاكسات سياسية لا جدوى من ورائها .
الآن نعاني من فساد المؤسسات الدولية ؛ الأمم المتحدة وكل المنظمات التابعة لها .
نعاني من الإرهاب بكل أنواعه ؛ الإرهاب الرسمي والإرهاب الفردي ، ونعاني من القرصنة ، ونعاني من مواجهة الهجرة غير المطلوبة ، ونواجه إملاءات المصرف الدولي ؛ وصندوق النقد الدولي ؛ ومنظمة التجارة العالمية .
أتمنى أن لا نفشل في مواجهة هذه التحديات .
نحن في العالم الثالث ؛ الدول الفقيرة ؛ إفريقيا بالذات ، لم نستفد من إقامة منظمة التجارة العالمية ، نعتبرها أداة من أدوات الإستعمار الجديد في الحقيقة .
ونحن ندعو إلى إلغاء منظمة التجارة العالمية ؛ بصراحة ، لأنها ليست مفيدة لنا ، وكل همها أن نفتح نحن حدودنا لسلع الدول الصناعية ، لكي نقضي على أي صناعة وطنية .
قواعد منظمة التجارة العالمية ، تعني قتل الصناعات الوطنية في كل دول العالم الثالث ، وتعني فتح الباب على مصرعيه لكل المنتوجات التافهة غير المفيدة لنا .
وبالتالي نحن نطالب بإلغاء منظمة التجارة العالمية ، وأرجو عدم الإنضمام لها ، والدول التي إنضمت إليها ؛ يجب أن تخرج منها .
ويجب أن تموت ، لأنها كابوس قتل صناعاتنا الوطنية صراحة ،نحن لم نستطع أن نبني أي مصنع في بلداننا ؛ أمام قواعد منظمة التجارة العالمية .
اتركوا كل دولة أو كل فضاء ، يتدبر حاله ؛ ويتخذ الإجراءات الحمائية للصناعات الوطنية كما يريد .
وإتفاقيات ثنائية أو غير ثنائية ، هي أفضل لنا من كابوس منظمة التجارة العالمية .
كل دولة حرة تحمي صناعاتها ؛ وتقفل حدودها ؛ وتفرض جمارك ؛ وتفرض تعريفات متعددة ؛ ضرائب .
كل دولة كما يناسبها .
أما منظمة التجارة العالمية ، فلا يمكن أن تحل محل الدول الوطنية ؛ وتدبر أمورنا نحن .
نحن ندبر أمورنا بأنفسنا ، ونحن كلية ضد منظمة التجارة العالمية ؛ ويجب أن تلغى .
نحن قارة غنية ، عندنا الخامات ؛ وعندنا إمكانيات ، ولولا خامات إفريقيا وإمكانيات إفريقيا وخيرات إفريقيا ؛ لما استعمرت أوروبا ، إفريقيا .
لماذا استعمرت أوروبا ، إفريقيا ؟ لأن إفريقيا غنية ، لأن أوروبا محتاجة لإفريقيا .
لكن إذا فشلنا في التعاون بيننا ، إفريقيا عندها خيارات ؛ مثلما أوروبا عندها خيارات .
إفريقيا تستطيع أن تتعامل مع أمريكا اللاتينية ؛ ومع أمريكا الشمالية ؛ ومع الصين ؛ ومع الهند ؛ ومع الإتحاد الروسي ، تستطيع أن تُغيّر وجهتها إلى أي كتلة عالمية أخرى تحترم ثقافاتنا وتحترم نظمنا ، ولا تتدخل في الشؤون الداخلية .
لكن أمام إفريقيا خيارات .
نحن طبعا خيارنا الآن هو التعاون مع جارتنا ؛ صديقتنا ؛ شقيقتنا أوروبا ، نتعاون معها تعاون الند للند ، تعاوناً مثمراً .
نحن قارة غنية ، عندنا الخامات ؛ وعندنا إمكانيات ، ولولا خامات إفريقيا وإمكانيات إفريقيا وخيرات إفريقيا ؛ لما استعمرت أوروبا ، إفريقيا .
لماذا استعمرت أوروبا ، إفريقيا ؟ لأن إفريقيا غنية ، لأن أوروبا محتاجة لإفريقيا .
لكن إذا فشلنا في التعاون بيننا ، إفريقيا عندها خيارات ؛ مثلما أوروبا عندها خيارات .
إفريقيا تستطيع أن تتعامل مع أمريكا اللاتينية ؛ ومع أمريكا الشمالية ؛ ومع الصين ؛ ومع الهند ؛ ومع الإتحاد الروسي ، تستطيع أن تُغيّر وجهتها إلى أي كتلة عالمية أخرى تحترم ثقافاتنا وتحترم نظمنا ، ولا تتدخل في الشؤون الداخلية .
الإرهاب .. نحن كلنا ندين الإرهاب ، ونريد أن نتحد ضد الإرهاب ، ولكن لابد أن نعرّف الإرهاب .
القنبلة الذرية ؛ إرهاب ، الصواريخ العابرة للقارات ؛ إرهاب ، حاملات الطائرات ؛ إرهاب ، صندوق النقد الدولي ؛ إرهاب ، سياسة المصرف الدولي ؛ إرهاب ، قواعد منظمة التجارة العالمية ؛ إرهاب ، القاعدة ؛ إرهاب ، التطرف الإسلامي ؛ إرهاب ، بن لادن ؛ إرهاب .
هذه كلها ؛ إرهاب فعلا ، لكن القنبلة اليدوية والقنبلة الذرية ؛ مثل بعضهما .
كيف يعتبر الذي عنده قنبلة يدوية ؛ إرهابيا ، بينما يعتبرالذي عنده القنبلة الذرية ؛ ليس إرهابيا ؟!.
هذه مقاييس غير معقولة .
مواجهة القرصنة : والقرصنة أخشى أن تكون لها عدوى تنتشر من بحر الصومال إلى المناطق الأخرى .
ولكن مواجهة القرصنة ؛ التي بدأت من إفريقيا ، لا يمكن أن تكون بالطريقة الموجودة الآن بالقوة والبوارج المسلحة .
هذا ليس هو الحل للقرصنة .
القرصنة بدأت من إضمحلال دولة الصومال ، وتدخل أساطيل الدول الأجنبية ، حتى من بينها ليبيا مثلا ؛ سفنها تصل إلى المنطقة الاقتصادية الصومالية ؛ التي هي تمتد في حدود مائتي ميل حسب قانون البحار ، وكذلك حتى المياه الإقليمية التي هي 12 ميلا .
وصلنا إلى المياه الإقليمية الصومالية ؛ والمنطقة الإقتصادية الصومالية ؛ وإصطدنا الأسماك وثروة الصوماليين ؛ وتُنقل نفايات من جميع دول العالم في ذلك المكان .
هنا تحّول الصوماليون ، إلى الدفاع عن ثروتهم ؛ وقوت أولادهم من الأسماك التي في بحرهم وفي مياههم الإقليمية ، وليس أمامهم وسيلة إلا أن يحجزوا السفن التي تأتي هناك ، وسميت قرصنة .
لكن من هو القرصان ؟ الذي إعتدى على مياه الصومال الإقتصادية ومياهه الإقليمية ؛ وألقوا النفايات في شواطيء الصومال ؛ وإستغلوا إضمحلال هذه الدولة وتفك
أنا جمعت عددا كبيرا من ما يسمى ب "القراصنة الصوماليين" ، وطلبت منهم الكفّ عن هذا العمل .
وقالوا لي " نحن على إستعداد أن نعمل إتفاقية مع العالم ؛ وأن أكون أنا وسيطا في هذه الإتفاقية ، وهي أن يتعهد العالم بأن يكفّ عن الصيد وإلقاء النفايات في بحر الصومال ؛ المنطقة الإقتصادية الصومالية والمياه الإقليمية الصومالية ، وبالمقابل نحن نتعهد بعدم حجز السفن ، ونعمل إتفاقيات بيننا وبين أي دولة تريد أن تصطاد في بحر الصومال في المنطقة الاقتصادية الصومالية ، بحسب قانون البحار ؛ أن ما هو نوع الصيد ؛ والكمية المسموح بصيدها ؛والمساحة المسموح أن تصطاد فيها وطريقة الصيد ؛وحصة الدولة صاحبة المنطقة الاقتصادية "، هناك قواعد حددها قانون البحار .
وإذا كنا نريد أن نقضي على القرصنة ، نقضي عليها بهذه الطريقة ؛ بالتفاهم مع الصوماليين ؛ وبإحترام المنطقة الإقتصادية الصومالية ؛ والكف عن إلقاء النفايات وعن سرقة قوت أطفال الصومال من السمك .
وليس بإرسال البوارج والرشاشات والطائرات الحربية ؛ هذه لا تجدي ، هذه طريقة عبيطة جدا جدا .
الشيء الآخر : إذا أردتم أن تتعاملوا مع إفريقيا ، تعاملوا مع إفريقيا كوحدة واحدة ؛ إفريقيا ككتلة واحدة ، كسوق واحد .
ولكن التعاون مع الأقاليم ؛ شرق إفريقيا ؛ غرب إفريقيا ؛ شمال إفريقيا ؛ جنوب إفريقيا ، هذا هو من ضمن الأشياء التي أدت إلى إجهاض التعاون بين أوروبا وإفريقيا .
أرجو الكفّ عن التعامل مع الأقاليم الإفريقية كلا على حده .
يجب التعامل مع الإتحاد الإفريقي ؛ الاتحاد الأوروبي مع الإتحاد الإفريقي ، أوروبا كتلة واحدة مع إفريقيا كتلة واحدة ، وإلا سيفشل تعاوننا .
أمامنا ؛ الأمم المتحدة التي تحتاج إلى إصلاح ، لأنها أصبحت فاسدة .
وأوروبا وإفريقيا ، غالبية عظمى في الأمم المتحدة .
إصلاح الأمم المتحدة ، يعني نقل صلاحيات مجلس الأمن إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ؛ الجمعية العامة هي برلمان العالم ، وأعضاء الجمعية العامة ؛ هم المشرعون .
إذن القرارات الملزمة لنا جميعا ، هي قرارات الجمعية العامة ، وليست قرارات مجلس الأمن .
أما أن مجلس الأمن حكومة عالمية وبرلمان عالمي !! هل الحكومة تُشّرع ، والبرلمان يخضع ؟!.
في بلداننا البرلمان هو الذي يُشّرع والحكومة تنفذ ، إذن الجمعية العامة تُشّرع ؛ ومجلس الأمن ينفذ ، مجرد أداة لتنفيذ قرارات الجمعية العامة .
ومجلس الأمن ينبغي أن لا يتكون من دول بمفردها ؛ الدولة الفلانية والدولة الفلانية .
يجب كل ممثل في مجلس الأمن ؛ إذا أردنا أن نصلح مجلس الأمن ونصلح الأمم المتحدة ،أن يكون ممثلا لمجموعة من الدول ؛ على سبيل المثال نحن نؤيد دعوة الاتحاد الأوربي أن يكون له مقعد دائم في مجلس الأمن ، وبالمقابل أن يكون هناك مقعد دائم للاتحاد الإفريقي في مجلس الأمن .
إذن يمكننا أن نتفق من الآن في هذا اللقاء ، على تأييد الاتحاد الأوربي بأن يكون له مقعد دائم في مجلس الأمن ، والاتحاد الإفريقي أن يكون له مقعد دائم في مجلس الأمن .
لأن هذا المقعد الإفريقي يمثل 53 دولة ؛ لا يمثل دولة واحدة ، والمقعد الدائم للاتحاد الأوروبي يمثل 27 دولة ، وهذه هي الديمقراطية .
إلى جانب الإتحاد الروسي ؛ الاتحاد الأمريكي 50 دولة الذين لديهم مقعد دائم ؛ إلى جانب أمريكا الجنوبية يكون لها مقعد دائم ؛ الآسيان يكون لها مقعد دائم ؛ منظمة المؤتمر الإسلامي يكون لها مقعد دائم ؛ جامعة الدول العربية يكون لها مقعد دائم ؛ عدم الإنحياز يكون لها مقعد دائم .
هذه المقاعد الدائمة ؛ هذه مقاعد الديمقراطية ، لأنها لا تمثل دولة بل تمثل مجموعة دول ، وفي هذه الحالة ؛ تكون كل دول العالم ممثلة في مجلس الأمن .
أما الآن فإن دول العالم ليست ممثلة في مجلس الأمن إطلاقا ، هي خارج مجلس الأمن .
دول العالم موجودة في الجمعية العامة ، والجمعية العامة الآن ؛ ليس لديها أي صلاحيات ، هي مجرد ديكور .
هذا وضع مزرٍ جدا ؛ هذا يجب أن يتغير كلية ، وإلا سوف لن تلتزم بقرارات مجلس الأمن ؛ ولن تلتزم بكل ما يصدر عن الأمم المتحدة ، وسيتم الإستهتار بما يسمى ب "الأمم المتحدة" وبميثاقها الذي يُخترق ولا يُطبق إلا على الضعفاء .
نحن أمامنا قضايا دولية إقتصادية وغير إقتصادية ، تحتاج إلى تعاون ؛ تنسيق ؛ وحتى تحالف أوروبي إفريقي ، لكي ننقذ العالم ؛ ونخلق عالما جديدا خاليا من القرصنة ؛ خاليا من الإرهاب ؛ ونحاول أن يكون خاليا من المرض ومن الجوع .
ولكن نحن لم نجد شيئاً يمنع عنا الجوع ؛ ولا يمنع عنا المرض ، ويأخذ بيدنا .
بالعكس نجد التدخل في شؤوننا الداخلية .
وعكس ما كان متوقعا من إتفاقيات التعاون بين أوروبا وإفريقيا وحتى الكاريبي ، فإن التقارير تقول إن كثيرا من الدول النامية التي تسمى " acb " تحولت من دول نامية ، إلى دول أقل نموا .
يعني أن هذا التعاون نتيجته ، أن الدول النامية تحولت إلى دول أقل نموا .
كما إنخفضت القوة الشرائية في معظم دول الطرف الآخر إفريقيا والكاريبي ، بالإضافة إلى عدم تحقيق التنمية الزراعية والصناعية المرجوة .
أي بصفة عامة ، إنخفض مستوى المعيشة في دول acb .
وكذلك لوحظ إنخفاض صادرات دول acb إلى المجموعة الأوروبية ، مقارنة بالدول النامية الأخرى .
كما إنخفضت واردات دول المجموعة الأوروبية من دول acb ؛ مقارنة بوارداتها الكلية ؛ من 7 بالمائة عام 80 ، إلى 3 بالمائة عام 97 .
كذلك إنخفضت نسبة المساعدات الموجهة إلى دول إفريقيا جنوب الصحراء ، لتصل إلى أقل من 40 بالمائة من إجمالي المساعدات الأوروبية الخارجية ، بعد أن كانت تشكل 70 بالمائة .
يعني حتى المساعدات من أوروبا إلى إفريقيا ، إنخفضت من 70 بالمائة إلى 40 بالمائة .
نحن نريد توازناً في المصالح بين الطرفين ؛ وليس تغليب مصالح طرف على طرف ، وأن نعمل من أجل المنفعة المتبادلة ؛ لا الإستغلال .
إفريقيا تريد الإقتصاد ؛ توجهاً إقتصادياً ، ورأينا أن صديقتنا أوروبا تريد التوجه السياسي .
نحن لا نأكل السياسة ، ولا نلبس السياسة ؛ ولا نركب السياسة .
نحن محتاجون إلى الإقتصاد الذي فيه المسكن ؛ والمركوب ؛والأكل ؛ والدواء .
ما هو نوع الحكم لديك ؟ دخلنا في الحكم الرشيد ما الرشيد ؛ ودخلنا في الإنتخابات ؛ ودخلنا في التعددية وعدم التعددية ؛ ودخلنا في حقوق الإنسان .
حقوق الإنسان ؛ ما هي حقوق الإنسان ؟ مختلفون عليها .
حقوق الإنسان بالنسبة للكتاب الأخضر والنظرية العالمية الثالثة ، هي حقه في جهده ؛ وحقه في تقرير مصيره ؛ وحقه في الإحتفاظ بثقافته وبديانته وبخصوصياته بدون أن تُمس ، وليس في " العياط " ؛ وفي التظاهر ؛ وفي الكتابة على الصحف .
أما شخص تربطه على شجرة وتضربه بالسوط وهو يصرخ ، وتقول عنده حق حرية التعبير !!.. هذا هو حق الإنسان !؟ ، حقه أنك لا تضربه .
وشخص تأخذ حقه ، ويكتب على الجريدة ؛ ويعمل جريدة يشتم ويشكو ويقول أخذت حقي ، وتقول هاهو عنده حق التعبير ؛ عنده حق الكتابة على الصحف .. هذه حاجات تافهة جدا .
الحق للإنسان ، أنك لا تأخذ حقه ؛ لا تظلمه .
العامل الذي يشتغل سبع ساعات ويأخذ أربع ساعات مقابلا أو خمسا ، يرى أن هناك ساعتين سرقت منه ؛ هذا حقه علينا .
هذا حقوق الإنسان ، حق الإنسان في جهده : العمال يجب أن يكونوا شركاء في الإنتاج ، وليس أجراء .. هذا هو حق الإنسان ، حقه في تقرير مصيره : كل واحد يقرر مصيره ، الذي يريد أن يعمل جمهورية ؛ جمهورية ، والملكية ؛ ملكية ، مشيخة ؛ مشيخة ، إمبراطورية ؛ إمبراطورية ، جماهيرية ؛جماهيرية .
الذي يريد حقه في تقرير مصيره ، يقرر مصيره كما يشاء .
أما أن نفرض عليه نموذجا معينا ، نلوي يده لكي نساعده بلي اليد ؛ فإن مساعدات بلي اليد هذا ، لا تفيد .
ولأن هذه الأشياء لم يتكلم فيها أحد قبلي ، لذا فأنا مضطر أن أتكلم فيها .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.