(وات)- شراز النايلي - طوابير طويلة من السيارات وانتظار لساعات وساعات هي صورة حركة العبور عبر بطاحات جزيرة جربة بين منطقتي أجيم والجرف. إشكال قديم ومتواصل في جزيرة جربة حيث يتحمل سكانها وزوارها مشقة الانتظار للعبور عليها عبر البطاحات. فقد ظلت بطاحات جربة عائقا أمام الحياة اليومية للمتساكنين الذين ينتقلون الى بقية المناطق خارج الجزيرة. وشدد مدير كاهية الإدارة الفرعية لبطاحات جربة، فرحات العريض، لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، على أن السبب الأساسي لهذه الأزمة هو تقادم أسطول البطاحات فمنها التي تصل أعمارها إلى 35 سنة. ولفت إلى أنه في انتظار صدور الأمر الذي يقضي بانتقال سلطة الإشراف على بطاحات جربة من وزارة التجهيز إلى وزارة النقل من شأنه أن يكون بداية الحل لا سيما و أن البطاح يمثل وسيلة نقل. وأشار إلى أن هذا الإجراء من شأنه أن يحل عديد الإشكاليات الإدارية، معتبرا أن إقتناء بطاحات ذات طاقة استيعاب في حدود 80 سيارة يمكن أن تكون حلال من الحلول، علما وأن طاقة استيعاب البطاحات المتوفرة حاليا في حدود 20 سيارة فقط. وأردف، من ناحية أخرى، إلى أن إنجاز مشروع جسر يربط بين أجيم و الجرف يعد الحل الجذري لأزمة العبور إلى الجزيرة، مع المحافظة على خدمة البطاحات لما لها من وظيفة ترفيهية و رمزية مرتبطة بجزيرة جربة خاصة بالنسبة للزائرين. ومن جهته، أكد مدير الإدارة الجهوية للتجهيز بولاية مدنين، نبيل الوحيشي، لوات، تواصل هذا الإشكال، مبينا أن من بين الأسباب هو العدد الهائل للوافدين على الجزيرة، مقابل تقادم الأسطول ومحدوديته. وبين أن مشروع إنجاز الجسر، الذي تمت الدراسات بشأنه، بصدد البحث عن الاعتمادات المقدرة ب 900 مليون دينار. وذكر أن اتخاذ الطريق الرومانية يعد أيضا من بين الحلول التي من شأنها أن تخفف من الضغط وذلك في صورة اتباع هذا المسلك لدخول الجزيرة. ولفت إلى أن الإدارة الجهوية للتجهيز قد قامت سنة 2024 بصيانة بطاح كما تم في سنة 2022 صيانة وتجديد كلي لبطاحين اثنين، علما وأن الأسطول يتكون من ثمانية بطاحات منهم ثلاثة فقط حيز التشغيل حاليا وآخر للاحتياط. تجدر الإشارة إلى جزيرة الأحلام جربة و جرحيس تستعدان لاستقبال مليون و 300 ألف سائح خلال هذا الموسم السياحي وهو رقم قياسي وفق ما أكده المندوب الجهوي للسياحة، هشام المحواشي. كما تصنف جربة ضمن أحسن عشر وجهات سياحية في العالم في حين ما تزال مشاهد الطوابير أمام بطاحات جربة التي تمتد لكلمترات تثير التساؤل حول متى تنتهي هذه الأزمة التي تواصلت لعقود .