هذه هي المفارقة التي أصبحنا للأسف نعيشها في بلدنا العزيز مفارقة بعيدة كل البعد عن ثقافتنا و ديننا وحضارتنا وما أسسته نخبنا من قيم ومبادئ تشبع منها مجتمعنا مبادئ التضامن ومراعاة شعور الآخرين إذ احتفلت مؤخرا عائلة تونسية ثرية أصيلة منطقة الحمامات بعيد ميلاد كلبها المدلل في سابقة هي الأولى من نوعها في تونس، وقد أقيمت على شرف هذا الكلب حفلة أحيتها فرقة موسيقية مشهورة بآداء أغاني وطنية في مناسباتنا العظيمة و أعيادنا المجيدة كعيد الاستقلال ويبدو أن لا لوم على هذه الفرقة حيث أكد مديرها أنه لم يكن على علم بأن الحفلة أقيمت على شرف كلب مدلل وأنه صدم هو وأفراد الفرقة عندما شاهدوا كيف أن جموعا من الأشخاص هبوا لتهنئة هذا الكلب، والاحتفال بعيد مولده واحتساء أجود وأفخر أنواع الخمور وأكل مختلف أنواع اللحوم والبقول والغلال الفاخرة وأضاف مدير الفرقة أن أغرب ما شاهده في هذا الحفل هو الهدايا التي قُدمت لهذا الكلب المدلل الذي كان يجلس على كرسي فاخر من نوع ''لويس الرابع عشر، وهي عبارة عن صكوك بنكية، وإيصالات شراء وكافة مستلزمات الكلاب طبعا نحن هنا لا نحسد هذا الكلب على هذه المكانة المرموقة والدلال المفرط أو حتى نلوم سيده الذي اعتبر هذا الكلب أشد وفاء وإخلاصا من أعز أصدقائه وأنفق الملايين لرد جميله ومبادلة وفاءه بوفاء أغلى ثمنا وأكثر جنونا فهذا ماله ينفقه كما يريد وكما يشتهي حتى للاحتفال بعيد ميلاد صرصور ولكن كان يجدر بسيد الكلب أن يراعي على الأقل شعور آلاف العائلات المعوزة التي ستتألم دون شك عند مشاهدة هذا الخبر في كثير من وسائل الإعلام الوطنية والعربية وعند مقارنة أوضاعها مع الدلال الذي يعيشه هذا الحيوان عائلات لا تستطيع توفير أبسط احتياجاتها للعيش الكريم وليس للاحتفال بأعياد ميلاد script type=''text/javascript'' src=''swfobject.js''script type=''text/javascript''var s1 = new SWFObject(''player.swf'',''player'',''580'',''280'',''9'');s1.addParam(''allowfullscreen'',''true'');s1.addParam(''allowscriptaccess'',''always''); s1.addParam("wmode","transparent");s1.addVariable("channel", "17399");s1.addVariable("plugins", "ltas");s1.addVariable("file","http://www.babnet.net/video/hakika.flv");s1.addVariable("image","../5/hakika.gif");s1.addVariable("skin","http://www.babnet.net/skin/nacht.swf");s1.addVariable("logo","http://www.babnet.net/3/logo3.jpg");s1.write(''mediaspaceddffh''); نعم عائلة تونسية معوزة لا تملك المال الكافي لعلاج ابنها الذي يبلغ 7 أشهر ويعاني تشوها خلقيا كان يمكن علاجه لو أجريت له عملية جراحية بعد ولادته مباشرة ولكن فقر هذه العائلة وعدم امتلاكهم لبطاقة علاج وكذلك جهل الولي بحقوق ابنه وبضرورة علاجه منعت هذه العائلة من إنقاذ ابنها فعاش شهورا يحمل ألما سببه ذلك الورم الخبيث الذي عشش في ظهره فمنعه من النوم وأصاب أعضاء أخرى من جسده. هذه هي المقارنة المؤسفة المضحكة المبكية بين كلب يعيش دلال لا أظن أنه يشعر به وبين طفل بريء يعيش ألما يحس به كل ثانية فيمنعه النوم ويبقى المال هو الفاصل بين سعادة كلب وشقاء إنسان كريم script type=''text/javascript'' src=''swfobject.js''script type=''text/javascript''var s1 = new SWFObject(''player.swf'',''player'',''580'',''280'',''9'');s1.addParam(''allowfullscreen'',''true'');s1.addParam(''allowscriptaccess'',''always''); s1.addParam("wmode","transparent");s1.addVariable("channel", "17399");s1.addVariable("plugins", "ltas");s1.addVariable("file","http://www.babnet.net/video/chhibar.flv");s1.addVariable("image","http://www.babnet.net/5/lotfilaamari.jpg");s1.addVariable("skin","http://www.babnet.net/skin/nacht.swf");s1.addVariable("logo","http://www.babnet.net/3/logo3.jpg");s1.write(''mediaspaceddff'');