نظم مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث "كوثر"، اليوم الخميس، بالشراكة مع الوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائي الدولي والوكالة البلجيكية للتعاون الدولي، الندوة الأولى حول منهجيات البحث بخصوص أشكال العنف القائمة على أساس النوع الاجتماعي ضمن برنامج دعم الوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي من خلال مقاربة تشاركية بين الجامعات والمجتمع المدني والخبراء، في 5 مناطق من تونس (تونس الكبرى، الكاف، صفاقس، سوسة، وقابس). ويتعلق هذا البرنامج بمرافقة باحثين وباحثات في الفضاء الأكاديمي من مختلف الاختصاصات العلمية إضافة إلى الفاعلين في المجتمع المدني في مسألة العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي، وتعزيز قدراتهم في استعمال أدوات بحثية سوسيولوجية ميدانية لتحليل ظاهرة العنف الموجه ضد النساء والاعتماد على منهجية تراعي مقاربة النوع الاجتماعي. ويقترح البرنامج اعتماد مقاربة مبتكرة، من خلال تنظيم ندوات متنقلة في مناطق (تونس الكبرى، الكاف، صفاقس، سوسة، وقابس) لعرض أفضل الممارسات في منهجيات أبحاث العمل ويقوم الباحثون المحليون، وطلبة الدكتوراه وطلبة الماجستير، بالتنقل بين هذه المناطق ال5 لتبادل التجارب وفي كل ندوة، سيتم دعوة باحث/ة أجنبي/ة لتقديم بحث حول العنف القائم على النوع الاجتماعي، ومناقشة المنهجية المتّبعة بما يتلاءم مع الخصوصيات المحلية. وبينت منسقة برنامج مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي بمركز "كوثر"، هادية بلحاج يوسف، أن هذا البرنامج يرتكز بالأساس على دعم الدراسات الأكاديمية والدراسات النشطة في المجتمع المدني، نظرا لعدم وجود دراسات معمقة حول ظاهرة العنف المسلطة ضد النساء وإن وجدت فهي تقتصر على العنف الجسدي والعنف الجنسي أو تقارير صادرة عن وزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن. وأكدت أن البحوث الميدانية المنجزة في الجهات لا تزال غير كافية لتحليل ظاهرة العنف القائم على النوع الاجتماعي، أو أنها تركز غالبًا على شكل واحد فقط من أشكال العنف المسلط ضد النساء، دون معالجة الجوانب المتعددة والمعقدة لهذه الظاهرة لافتة في هذا الصدد الى النقص في المعرفة المرتبطة بالبحوث الميدانية في هذا المجال. وشددت المنسقة في هذا الخصوص على أن البحث الأكاديمي حول العنف القائم على النوع الاجتماعي لا يزال يفتقر إلى توظيف المقاربات الجندرية، إلى جانب غياب دراسات متخصصة تتناول مختلف أشكال هذا العنف بشكل منهجي وشامل.